د. أشجان هندي
اغتربَ ليُصبحَ شاعرًا؛
جمعَ القوافي وقَصَرَها،
وتغرّب بين الأبيات
هجرَ حدودَ العمود،
واقتاتَ فتاتِ التفعيلات
بحث عن الشعرِ طويلاً؛
في عيونِ الأضواءِ الملوّنةِ،
وقلوبِ المدنِ المتلوّنةِ،
وأنينِ الأغنيات،
وشحوبِ وجوهِ المسارحِ
المُزيّنةِ بالممثلين.
بحثَ في ندوبِ المقاهي،
ووجوهِ الطاولاتِ،
ولَسعاتِ حبّاتِ البن المحموسِ،
وعُبوسِ الكراسي،
وصَخبِ العابرين..
في عيونِ الأخبارِ،
وعلى أضلاعِ الآثارِ؛
كان يفرشُ شغفَهُ وينام.
غصّ بملوحةِ البحارِ البعيدة،
وغاصَ في بطونِ الأوديةِ،
وتقلّب بين الفصول؛
لسعَ الصيفُ أسرارَهُ،
بعثرَ الخريفُ أفكارَهُ،
وعلّقَ أوزانَهُ على يباسِ الأشجار..
في موسمِ الأمطار؛
قيلَ إنّه:
ماتَ في ظروفٍ غامضة!
البعيدون قالوا:
وجدوا طلقةً في قلبِ قافيته،
والقريبون قالوا:
قَتَلَهُ الشعر!
** **
جدة - نوفمبر 2021