ــ سؤال قد يكون ساخراً بعض الشيء وجهه لي أحد الزملاء الذين لهم شأن في الكتابة الصحفية، وتحديداً بمجال الأغنية، وبحكم اهتمامي بالشأن المسرحي قال سائلاً: ما الذي أصاب أبا الفنون المسرح على المستوى المحلي، هل ضعف أمام هيمنة وسيطرة وسطوة أم الفنون الأغنية؟ علمت بأنه يريد أن أخوض في جدل لا أرغبه مطلقاً عن المسرح والغناء، قبل الرد عليه شعرت بارتياح لاعترافه بأن المسرح أبو الفنون، لكن إطلاقه لقب أم الفنون على الأغنية، رأيت أن في ذلك نظراً! قلت له: نتفق على أن المهتمين بالأغنية شريحة كبيرة من المجتمع، ومن المستحيل المقارنة بين جمهور المسرح والمهتمين به، وأعداد المستمعين للأغنية بأنواعها المختلفة الطربية والشبابية وغيرهما، ولكن المسرح ظلم إعلامياً، عشرات العروض الموسمية وبمهرجانات محلية وخارجية تمثل قطاعات ثقافية مختلفة من شتى أرجاء الوطن، قدمت وسط حضور جماهيري متواضع للمسرح السعودي مع غياب إعلامي تام، والسؤال القائم دائماً.. ما السبب في هذا الغياب، هل هي الصفحات الفنية بالصحف اليومية التي توشك على الاندثار في الوقت الحاضر؟ أم القائمون على ذلك النشاط المسرحي كجمعية الثقافة والفنون أو هيئة المسرح والفنون الأدائية؟ القضية برأيي أكبر من ذلك، ربما من أهمها هو غياب الفعل المسرحي الاجتماعي الملامس لقضايا وهموم المواطن، نحن نتفق أن أغلب الناس يستمعون إلى الأغاني في كل زمان ومكان، وشريحة كبيرة منهم تتابع مطربين معينين، يصل الأمر إلى متابعة حياتهم الخاصة، ووسائل الاتصال الاجتماعي أكبر شاهد على ذلك، ربما يقول البعض إن المسرح يحتاج إلى جهد ليصل للآخرين من مكان خاص، يكون مهيئاً للعرض المسرحي، ونرى أن سبب غياب الصحافة والتلفزيون هو سوء التخطيط الإعلامي للمشرفين على نشاط المسرح، فمن المهم أن يكون هنالك لجنة للإعلام لكل مهرجان محلي، ولكل عرض مسرحي، ولكل فرقة مسرحية لمتابعة الفعاليات المسرحية، تضم عدداً من محرري الصفحات الفنية لجميع الصحف المهتمة، يهيأ لهم كل وسائل الاتصال، إضافة إلى أن الصحف تحرص على اختيار ممثلين لها لديهم القدرة الجيدة على متابعة جميع الأنشطة المسرحية من عروض ومناقشات للمسرحيات وندوات، فالمسرح فنٌّ راقٍ وجميل، وهو حقاً أبو الفنون.
ـ تدوينة: في موسم الرياض ومن خلال هيئة الترفيه، أعاد معالي المستشار تركي آل الشيخ، المسرح الاجتماعي المحلي للواجهة، فشكراً لك (أبو ناصر) ولهيئة الترفيه بحجم الكون.
** **
- مشعل الرشيد