علي الصحن
أيام وتبدأ بطولة العالم للأندية، وفيها يعيش فريق الهلال الذي يظهر للمرة الثانية في التظاهرة الكبرى، أياماً عصيبة وسخطاً جماهيرياً واسعاً، جراء النتائج المخيبة للآمال في الدوري الذي يحمل لقبه، والمستويات المتدنية التي يقدمها، وعدم قدرة مدربه على تحقيق أي إضافة للفريق، إذ تتواصل الأخطاء ويستمر التفريط، ويتراجع المركز وتزداد وتيرة التساؤلات: أين ذهب الهلال؟
مع جارديم لم يكن الفريق مقنعاً منذ البداية، من المباريات التحضيرية في المعسكر الخارجي، وتأكد ذلك في بداية مواجهات الفريق في الدوري، كان الفوز يأتي بصعوبة، والمستوى الذي ينشده الهلاليون لم يعد موجوداً، والمتعة التي كان ينشرها الأزرق غابت إلا من لمحات يقدمها سالم وسلمان وزملاؤهما في بعض المواجهات، وهي لمحات وحضور ورغبة ساهمت في تحقيق اللقب القاري الكبير، ثم الفوز بمباراة السوبر، وفي كل مرة يتوج الهلال يظن عشاقه أن قد عاد، لكنه في النهاية يضن عليهم ويعود إلى غيابه وتراجعه من جديد.
أسباب ما يحدث في الفريق الهلالي واضحة، ولا تحتاج إلى خبير ولا إلى مستشار لاكتشافها، مشكلة الهلال أن مدربه لا يناسب الفريق، وأن بعض اللاعبين الأجانب أقل من أن يحققوا الإضافة له، وبعض آخر تراجع مستواه، ولم يعد قادراً على تقديم ما كان يقدمه في مواسم مضت، ومع ذلك استمر هؤلاء، وحتى عندما جاءت فترة التسجيل الشتوية، تأخر الهلاليون في التصحيح، وتخيل فقط أن الهلال إن تعاقد مع لاعب أو لاعبين، فإنه سيذهب بهم إلى بطولة العالم دون أن يشاركوا قبلها في مباراة رسمية واحدة، يحدث ذلك وفي ظروف فنية كانت تحتم أن يشارك اللاعبون الجدد في أول مباراة تلي بداية الفترة الشتوية للتسجيل.
يدافع البعض عن جارديم منصرفين إلى سجله التدريبي قبل أن يأتي للهلال، ومع أن قراءة هذا السجل لا تعزز ما يردده البعض، إلا أننا لن نقلل من شأنه وسنقول إنه مدرب كبير ومميز، ولكنه ببساطة لا يناسب الفريق، وهنا يكمن السر، وجود الاختيار، فعند البحث عن مدرب أو لاعب لا تكتفِ بسجله وتاريخه وما يقوله الناس عنه، الأهم أن يناسب الفريق والمرحلة التي يعيشها الوضع الفني للاعبين الذين يمثلونه، وفي الهلال: كم مدرب كبير سبقه اسمه لم ينجح، وكم من مدرب دون ذلك حقق نجاحات لافتة، حتى درجت كلمة شهيرة بأن الهلال هو من يصنع المدربين ويقدمهم للعالم!!
من أهم مقومات الإدارة القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وعدم التردد فيه، واتخاذ القرار المناسب فن من فنون الإدارة، وعندما يتأخر القرار ربما يكون كعدمه، وربما يحقق نتائج أقل من المتوقع وأدنى من المأمول، وفي العام الماضي مرّ الهلاليون بتجربة مماثلة عندما تم التأخر في إبعاد رازافان بعد أن وصل الفريق معه إلى مرحلة اللاعودة، ثم التأخر في إبعاد روجيرو ميكالي الذي حقق مع الفريق أسوأ النتائج، والظروف التي تخدمك مرة وتسهم في معالجة أخطائك ربما لا تتكرر، ومن الواضح أصلاً أنها لن تتكرر.
«ليس كالحال دليل على صدق المقال» وفي الدوري تكشف الأرقام حقيقة عمل جارديم، حيث أصبح الهلال شحيحاً في التسجيل، بل إن فرقاً متأخرة في الترتيب تتجاوزه في الرقم التهديفي، ومع المدرب العالمي أصبح التسجيل في مرمى الهلال أمراً سهلاً، والأرقام توضح ذلك (له 29 وعليه 20 من 17 مباراة) ومع جارديم خسر الفريق (20 نقطة من 51) وهل سبق للهلال مثلاً أن استقبل مرماه أهدافاً بهذا المعدل المرتفع؟
سيذهب الهلال إلى المونديال والقلق يسيطر على محبيه، وهم الذين كانوا يمنون النفس بمشاركة مميزة تتجاوز ما حققه فريقهم في مشاركته الأولى قبل عامين، وحتى ذلك الحين سيظل السؤال قائماً: كيف سيذهب الهلال إلى المونديال؟
- في الـ15 من سبتمبر 2018 سجل بافمنتبي قوميز أول أهدافه مع الهلال وفي الـ21 من يناير الجاري سجل آخر أهدافه، وطوى صفحة خالدة مع الزعيم، شهدت تحقيق كل البطولات الممكنة، وبلوغ الأولوية في كل شيء، حيث حقق أو ساهم في تحقيق لقبي هداف الدوري وهداف آسيا، إلى جانب أفضل لاعب في دوري ابطال آسيا، ولقب كأس الملك، ولقبي دوري، ولقبين قاريين، ولقب سوبر.
- قوميز أفضل لاعب أجنبي في تاريخ الهلال، وأفضل هداف في تاريخ الفريق، وأحد أهم النجوم فيه.. نجم له وزنه وقيمته وتأثيره وأثره داخل الملعب وخارجه.