مها محمد الشريف
هناك معركة كبرى وحالة من التأهب في أوكرانيا مع حشد روسي تخطى100 ألف عسكري على الحدود بين البلدين، موقف لا يمكن تفسيره سياسيا، وسلام لن يتحقق في حقول ملغومة بالتوترات، لهذا السبب يحاول المجتمع الدولي تحذير موسكو من شن «عملية غزو» لأوكرانيا، ويحاول الغرب عبر جولات مكوكية إجراء مفاوضات دبلوماسية مع روسيا لتفادي تدهور الوضع وفي ذات الوقت التهديد بعقوبات صارمة، فما هي هذه العقوبات وما هي الأحداث التي يمكن أن تقع لاحقاً؟.
عندما تعب العالم من العيش في هذا الرعب وزعزعة استقرار الدول، ظهرت بعض النوازع العدوانية على السطح، واستوجب على الناس أن يدركوا أن هذه الصراعات، انتكاسة تستهدف السياسة في الأمد الطويل، وتضاعفت المطالب صعبة المنال، ولكن الجهود المكثفة لحل هذه الأزمة السياسية بمحادثات دبلوماسية في أوروبا بين مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بهدف إقناع موسكو بإبعاد قواتها عن حدود أوكرانيا.
السجال القائم يدفع لكتابة العديد من العناوين لفصول هذه الحرب أو الغزو فأهمها التخلص من الأحكام المسبقة، والتاريخ ومواقف الحاضر، والوجود السياسي الروسي، والسياسة الخارجية الأوكرانية، فالأمر يتعلق إذن بالتاريخ بشكل قطعي والأحداث السابقة، والاحتجاجات التي تفرض تحمل مسؤولية الحرب، وتجاوز المواقف المتشددة الموضوعة أمام أوكرانيا، التي تقاتل أيضاً في كييف تمردا مواليا لموسكو في منطقتين انفصاليتين عند الحدود مع روسيا منذ 2014، عندما ضم الكرملين شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. وتتهم روسيا بتقديم دعم مالي وعسكري للانفصاليين في هذا النزاع، الأمر الذي تنفيه موسكو.
إن الذي اعتاد عليه الناس مناقشة القضايا الراهنة من دون أن يتعرضوا لأهمها، وكيفية حفظ السلام عوضاً عن الحرب التي تلوح في الأفق بين روسيا وأوكرانيا وأمريكا والناتو، فهل حانت المواجهة؟، لكي تأمر الولايات المتحدة عائلات دبلوماسييها في كييف بمغادرة أوكرانيا «بسبب التهديد المستمرّ بعمل عسكري روسي»، وفق ما أعلنت الخارجيّة الأمريكيّة في بيان، داعيةً الأمريكيّين أيضًا إلى تجنّب السفر إلى روسيا، فيما نقل إعلام أمريكي عن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن يفكر بنشر قوات أمريكية في شرق أوروبا والبلطيق.
وهناك أسباب تدعونا للاعتقاد بأن إعداد الخطط لشن هجوم جديد تحدياً للدبلوماسية وإثارة الرعب في قلوب الشعوب، صاحبها نوبات غضب شديدة، تعبر عن معاناة، أظهرت الرئيس الروسي بوتين بمظهر آخر وآلية جديدة، وهذا المنطق يروم الحرب ليزيح من الطريق زعماء من القوى السياسية، فهل هناك فرصة لمواجهة هذا النوع من السياسة؟ أم هي من تصورات المثقف والسياسي الذي يقف بدوره على الأسباب الخفية الحقيقية؟.