مع مرور الوقت ينضج الفكر، وهذا طبيعي، بحكم التجارب الحياتية والعملية، التي نعيشها، إذ لا يوجد شخص يعتبر ناضجٌ فكرياً إلا وقد مرّ بكثير من العقبات، واستوعب من المشاكل الكثير، متخذاً من تجارب الغير الحكمة والموعظة، كوّن فيها مزيجاً من المعرفة والخبرة.
ومن صفاته جميل الصبر على الاختلافات والتأني باتخاذ القرارات، والتصالح مع الذات متفاعلاً مع مجتمعه بشكل إيجابي، لا يعرف الأنا، عزيز النفس متواضعاً مخلصاً وفياً في جميع العلاقات.
كما ويختلف النضوج الفكري من شخصٍ لآخر، ولا يقترن بالعمر مطلقاً، لذلك نجد من صغار السن قد بلغوا من الحكمة والنضوج الفكري كما لو كان بعمر كبير على عكس الكثير من هم بعمره الذين اتسموا بالسطحية.
إننا لا ننكر أن التحديات والمواقف لها الدور المهم في تطوير الفكر والوصول لمرحلة النضج، واستيعاب الأمور بشكلها الصحيح، الأمر الذي يجعل الإنسان متميزاً بفكره، يتصف بالمرونة مع الأحداث، محترماً نفسه، محترماً الآخرين على تنوعهم واختلاف ثقافاتهم. لذلك الكثير منا يطمح أن يصل لمرحلة النضوج الفكري، ويمكن ذلك، فالتعلم من الأخطاء لا يكررها، يعلمك، ويعلمك ضبط الانفعالات في عالم مليء بالصخب، مليء بالأحداث مهما اختلفت الآراء وتكاثرت، يزيدك ذلك نضجاً، ويحبك الجميع ويقدرك، كما أن اتخاذ القرار الصائب يأتي على تحمل المسؤولية دون مشاكل، متوازناً بين العاطفة والعقل.
نعم الناضج فكرياً يستطيع أخذ القرار دون الخوض في المشاكل، ويمكن لمحرك البحث أن يوفر كتابك الذي تقرأه إن لم تستطع زيارة المكتبات رغم توفرها، شرط أن تكون قراءتك معرفية عميقة لا سطحية.
اقرأ ثم اقرأ
اقرأ لتطور فكرك، وتغذي وجدانك، اقرأ لتعمق فهمك وتثري حياتك، اقرأ لقطع الوقت دون التعصب لأي فكر، بل لتكتسب أبعاداً جديدة تنمي عقلك، وتحفز تطلعاتك وتكون موسوعة متحركة وأجدى نفعاً.
اقرأ بقلبك وعقلك.