د.عبدالعزيز الجار الله
تمر الحرب في اليمن: الحكومة الشرعية والتحالف العربي، ضد الحوثي الإيراني في مرحلة دقيقة لدخول المعارك في مثلث الجبال في صنعاء وصعدة وتعز، بعد الانتقال من حرب السواحل والسهول ومناطق الرمال في الجنوب والشرق، تم الانتقال إلى التعقيدات التضاريسية الجبلية والتكوينات الجيولوجية المركبة، مناطق الجبال والكثافة السكانية وتزاحم المدن بالسكان، لذا استفادت الميليشيات الحوثية نسبياً من:
- الكثافة السكانية في المدن والأودية والقرى لتحتمي بالمدنيين، وتطلق الصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة بدون طيار من داخل الأحياء السكنية، مما جعلها تحول التجمعات السكنية والسكان إلى رهائن لدى الميليشيات الحوثية الإيرانية.
- استفادت ميليشيا الحوثي الإيراني نسبياً من التركيبة الجيولوجية في شمال اليمن، حيث تشكِّل البنية الجيولوجية منطقة وعرة ومعقدة التركيب تقوم مدنها على جبال شاهقة، وحافات جبلية شديدة الانحدار، وأودية سحيقة تتناثر حولها القرى والتجمعات السكانية.
- كما استفادت الميليشيات الحوثية نسبياً من التباين في توجهات السكان فالأغلبية مع الشرعية الحكومية، أما الأقلية السكانية فهي مع الحوثي، لكنه عاش مندساً بين السكان في مناطق نفوذه في صنعاء وصعدة، مما أطال أمد الحرب وأوجد الكثير من الصعوبات أمام التحالف العربي نتيجة التزامه بالقانون الدولي حماية المدنيين زمان الحرب، والذي تلتزم به قوات التحالف وتحرص على سلامة المدنيين، في حين الحوثي يخترق حقوق السكان زمن الحرب ويرسل صواريخه إلى المدن في جنوب السعودية ومدينة أبوظبي في الإمارات.
وإن كانت هذه العوامل في صالح الحوثي، لكنها على أرض الواقع تعد نقاط ضعف لميليشياته نتيجة بطء حركته على الأرض بسبب ندرة الطرق السريعة وصعوبة التنقّل من منطقة إلى أخرى بين الجبال والأودية، فاليمن تنقصه الطرق البرية السريعة لربط مناطقه، واختراق عقبات جباله، فهذه عوامل افتقدها الحوثي لذا خسر الأرض والمعركة، وليس أمامه سوى الصواريخ والطائرات المسيَّرة، التي تكفَّل التحالف العربي بإسكاتها.