صدر كتاب: «الرس مدينة وأمير» للأستاذ: منصور بن عساف الحسين العساف، وذلك في 312 صفحة من القطع المتوسط، ويرصد فيه المؤلف تاريخ الرس، ليلقي الضوء على مسيرة عساف الحسين المنصور العساف الثاني أمير بلدة الرس، وعلى أبرز أعلام المدينة. ويكشف مؤلف الكتاب أهمية هذا الإصدار بقوله: «الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه الهادي إلى سواء السبيل، (1) الموحى إليه أن {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} (1-5) سورة العلق.(0)
وقد أردت أن أستلهم هذه الآيات الكريمات، فاستخدم قلمي لأكتب به شيئًا مما قد يجهله شباب اليوم عن تاريخهم، وليكون ذكري لمن نسي من أبناء الجيل الحالي وتعريف الأجيال القادمة تاريخ أجدادهم من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ولأبث أشواقي وأبوح بها لمدينتي البهية الباسلة مدينة الرس، وقد حرصت على ألا يكون كلامي مكررًا وتحليلاتي معادة، تماثل ما سبقني إليه آخرون، فرجعت لوثائق جديدة، وخرجت بتحليلات مبتكرة، وعندما اضطررت لإعادة ما سبقت إليه إحكامًا للسياق، حرصت على بسط الأفكار بأسلوب جديد وتناول لا يبعث الملل.
ولم أستطع في الحقيقة أن أكون محايدًا عند الحديث عن هواء الرس وآبارها وبساتينها، فوجدتني - دون أن أدري - أربط بين حقائق الجغرافيا ومواقع صباي وأصدقاء طفولتي، غير أني في الواقع بذلت قصار جهدي كي أكون محايدًا أمام وقائع التاريخ، فحرصت على توثيق ما أقول بالمنطق (والمنطق وثيقة) والصور، والمراجع، لكن ليس أي مرجع، وإنما سننت في كتابي هذا سنة «الشرب من رأس النبع»، وهو مبدأ بحثي القويم فصلته في الفصل الأول من هذا الكتاب، وكنت دائمًا إذا زعموا أن خلف الأكمة بعير رحل أو شرد، رحت أبحث عن بعرة خلفها أو أثراً لخفة، فإن لم أجد تشككت في الخبر، إنه مبدأ بحثي أعبر عنه بإيجاز بأنه مبدأ البعرة
والبعير. وما قصرت في طلب المعلومات المطلوبة والوثائق، بل والصور الشخصية وغير الشخصية من رجالات العساف، فلبى عدد كبير منهم وسارع موقناً بأن في هذا خيرًا لبلده وللأجيال القادمة، وتوانى بعضهم ولم يهتم ربما لأسباب خاصة بهم، لكنني كنت أتمني أن يقدموا يد المساعدة العلمية ليكون كتابنا هذا أكثر كمالاً، أما الكمال المطلق فهو لله وحده سبحانه. وقد أوردت مراجع معلوماتي أو مصادرها في السياق نفسه أو المتن نفسه بين قوسين مربعين [ ]. وقسمت الكتاب إلى عشرة فصول يطالع القارئ تفاصيلها في فهرس هذا الكتاب. وقبل أن أختم كلامي أوجه الشكر الجزيل إلى كل من أعانني بعد الله على إخراج هذا الكتاب، وأخص بالذكر ابنة أخي سعادة الدكتوره أسماء بنت محمد العساف التي قامت بمراجعة هذا الكتاب لغوياً، وإلى من ابنتي مشاعل وغادة اللتين قامتا بمساعدتي في طبع الكتاب وإخراجه، وإنني أتقدم بالشكر الجزيل إلى الأستاذ قبلان بن صالح القبلان الذي وفر لي عدداً من الوثائق المخطوطة والتي أفادتني كثيراً وكذلك بعض المراجع وإلى جميع أفراد أسرتي وعائلتي الذين لم يدخروا جهدًا كل لمساعدتي».
وهذا النمط من الإصدارات مهم بما يحويه من معلومات تاريخية وجغرافية عن بلدان المملكة وأبرز أعلامها، وهو خير معين لمن أراد التعرف على محافظة الرس وأعلامها.