تعتبر وسائل الإعلام اليوم من أهم العوامل المؤثرة والتأثيرية في جميع جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية توصف وسائل الإعلام بالعديد من الأساليب والتقنيات المستخدمة في نشر الأخبار والمعلومات والأفكار الأخرى بين الناس على المستويين المحلي والدولي، تطور الإعلام وأصبح له دور بارز كبير وحساس ومؤثر.
يتفاعل الناس مع وسائل الإعلام بطرق مباشرة وغير مباشرة، ويُنظر إلى وسائل الإعلام على نطاق واسع على أنها المصدر الأساسي للأخبار والمعلومات والاتصالات، حيث يشار إلى مجموعة من الأفكار والمواقف والمعتقدات الفردية حول موضوع معين التي تعبر عنها نسبة كبيرة من المجتمع بالرأي العام، يعتبر بعض العلماء أن المجموع هو تجميع لكل أو جزء معين من المجتمع، بينما يرى آخرون أنه مجموعة من العديد من وجهات النظر المختلفة أو المتنافسة فنجد البعض سلط الضوء على الرأي العام باعتباره عملية اتصال وتأثير متبادل بدلاً من كونه شرطاً لاتفاق واسع النطاق كما يتم تعريف الرأي العام على أنه آراء الأشخاص العاديين التي تراها الحكومات مناسبة لأخذها في الاعتبار.
أكد المؤرخون وعلماء السياسة وعلماء الاجتماع على أهمية الرأي العام حيث تمت مساواة الرأي العام بالإرادة الوطنية من قبل بعض علماء السياسة ويعتقد علماء الاجتماع أن العديد من المواقف العامة المتنوعة يمكن أن توجد في الوقت نفسه بشأن قضية معينة، وفي هذه الأيام نتلقى المئات إن لم يكن الآلاف من الاتصالات اليومية حول مجموعة متنوعة من الموضوعات عبر هواتفنا المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي يتأثر الأفراد بالتدفق الهائل للمعلومات، خاصة عندما يتم تجميعها تحت موضوع واحد أو توزيعها تحت عناوين وموضوعات متخصصة. لم يعد يتشكل الرأي العام من خلال النقاش الحر والعقلاني، بل من خلال الدعاية وتطورت العقلانية التواصلية التي تدعم الحداثة إلى عقلانية استراتيجية تحكم الفضاء العام، مما يسمح بالتسويق السياسي والإعلان التجاري بالرواج والانتشار.
نحن نتلقى كل ما يتم نشره وننشر كل ما يتم استلامه بل أحياناً ندافع عن الأخبار بكل ما نملكه من أسلحتنا دون أدنى بحث أو موضوعية مما يترتب عليه تشكيل فكرة محددة عن موضوع معين داخلنا وتكوين وينعكس بداخلنا ما نتلقاه من معلومات وآراء شكلت أفكارنا وآراءنا. عندما يعبر عدد كبير من الناس عن رأي للآخرين، يظهر رأي عام حول هذا الموضوع لن يقوم كل شخص بتكوين رأي بشأن موضوع عام؛ قد يكون البعض غير مهتم، بينما قد يكون البعض الآخر غير مدركين لذلك إلا أن القاعدة العريضة تكون قد شكلت رأياً محدداً حول موضوع ما، إن تكوين الرأي العام في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها يقع على عاتق النخب والعقول المفكرة في أي مجتمع وإذا فقدت تلك النخب نفوذها تتعرض المجتمعات للتوجه الخاطئ حيث تختلف عن طموحات المجتمع وتطلعات أبنائه، الحقيقة أنهم يختبئون ويتراجعون تحت دخان الكذب الكثيف والمرتفع والمتفوق ومن هنا وعلى هذا المنبر ننادي بضرورة دعم الآراء البناءة والعمل على مراجعة الآراء التي شكلت الوجدان والعقل ونشر التوعية بأنواعها كافة بين الطبقات المختلفة ويرجى نزع فتيل لكل الأفكار الخبيثة المندسة تحت ستار الإعلام مثل عدد من التطبيقات الحديثة المنتشرة الآن على مواقع التواصل الاجتماعي.
** **
@salmanaleed
salman201001@hotmail.com