عبدالعزيز بن سعود المتعب
في كل مناحي الحياة وعلى أكثر من صعيد (ما يستهويك قد لا يعني غيرك) وإذا كان الحديث تحديدا عن الشعراء وأغراض الشعر فهناك متذوق متطلّب متشرّط يبحث عن قصيدة شاعر مبتكر مبدع يغرّد خارج السرب صاحب تجربة متبلورة تماما يأخذك عاليا في سحر بيانه، بينما هناك من يقتنع بقصيدة شاعر غير مُبهر ونمطي لا يضيف جديدا في حضوره للشعر ولا لرصيد اسمه الأدبي كشاعر، أيضا هناك من تتدنّى ذائقته في الشعر إلى درجة عدم الإلمام التام بأساسيات القصيدة ومكوناتها التقليدية (الوزن - القافية- المعنى - المفردة) لذا - يُمرّر- عليه أو - يَمر- من حيث يدري أو لا يدري قصائد مكسورة الوزن أو خالية من الصور الجميلة ومع هذا يبدي إعجابه بها! وإذا عرف السبب بطل العجب- فالتباين وتنوّع المشارب في الذائقة له أسبابه منها ثقافة من ينبري للحديث عن القصيدة وشاعرها، ومنها نقده الانطباعي الذي لا يعدو كونه رأيا خاصا ليس له صلة البتة بالنقد كفن أدبي مستقل وعليه فيجب تفّهم إشكالية جدل البعض حيال القصائد وبعض الشعراء انطلاقا من هذه القاعدة، ومن الذكريات موقف في هذا الخصوص لا يخلو من - السخرية الهادفة- في ضيافة احد ابرز واكبر شعراء الأغنية في الخليج العربي حيث انبرى أحدهم دون أدنى خبرة لديه أو تخصص في النقد وقال ما نصه: (شعر الرحابنه مثل صوت الفنانة اللي تغني لهم فيروز عادي! فأجابه الشاعر الكبير بكل بساطه لا والله ذوقك اللي عادي) واستطرد بقوله «تفضلوا للعشاء «لقفل النقاش (يوم اندبلت كبده من لقافة اللي يدخّل عصّه بشيءًٍ ما يخصّه).كما يقول المثل الشعبي.
وقفة من قصائدي القديمة:
كل شيء له حد.. للمخلوق طاقه
لو صبر وألاّ يجامل في حياته
من يبدِّل (حب صادق بالصداقه)
مثل من قايض سرابٍ فامنياته