عبد الرحمن بن محمد السدحان
«احترافي العملَ الإداريَّ أمرٌ قَدّره الله لي تقديرًا، وأعانني عليه تحضيرًا، وساقني إليه مهنةً، لا مُرْغمًا.. بلْ مخْتارًا!
***
«وحين شدَدْتُ الرحالَ إلى أمريكا مبتعثًا قبل نحو (45) عامًا للدراسة الجامعية، لم يدرْ في خلدي أنْ أختارَ الإدارةَ تخصّصًا، وكانت وزارة المعارف الموفدة لي هي التي حدّدت ذلك التخصّص، فَلم أعصِ لها أمرًا.
***
«وقد وجَدتُ في هذا التخصّص متعةً للذهن واستنفارًا للتفكير، وكان (المكونُ الإنساني) فيه أهمَّ عندي من مكونات هذا العلم الأخرى، وتأكدّ لي بعد فترة لاحقة أن الجانبَ الإنسانيَّ في الإدارة أبرزُ اهتمامات هذا العلم، وأنه بالإنسَان، تكون الإدارة أو لا تكون، أما النّظمُ والتنظيمُ والإجراءاتُ وخرائطُ الهيْكل الإداري فهي (وسائل) تعين الإدارة على التدبير المراد، بدْءًا ونهاية!
***
«أمّا الأمرُ الآخرُ الذي شدّ انتباهي بدءًا، وفَجَّر إعجابي لاحقًا لهذا التخصُّص فهو أن الإدارة ليسَت مبادئ نظرية، وطروحات تطبيقية فحسب، بل هي إلى جانب ذلك تهتم بتطْبِيق الحسّ الإدراكي والمعرفي في تدبير الأمور!
***
«ومَنْ كانت لديه مَلكَة الفَهْم ولوْ لم يقرأ لـ(ماكس فيبر) و(بيتر دركر) وسواهما من جهابذة الفكر الإداري، استطاعَ قيادةَ وإدارةَ منشأته الإدارية بكفاءةٍ وحسِّ إراديّ!
***
«هنا يَسْتدرك هذا الكاتب أهميةَ (أكاديمية الإدارة) ودورها الإرشادي للغَوْصِ في متاهاتِ هذا التخصص. وتبقى قبل ذلك وبعده (الموهبة الشخصية) لدى الإداريّ سيدةَ الموقفِ في جلّ الأوقات!
***
«وقد ساقتني المشيئةُ الإلهيةُ إلى أكثر من موقع إداري هام عبر مشواري العملي الطويل بعد العودة من أمريكا!
***
«كان التأسيسُ المهنيّ الذي بدأتُ به المشوارَ الطويلَ في معهد الإدارة العامة بالرياض، أحد أبرز إنجازات برنامج الإصلاح الإداري في بلادنا الغالية، وهو اختيارٌ لم أندمْ عليه قَط، وكان الله لي عونًا وسَنَدا!
***
«بعبارة أخرى، أعتزُّ بخطوتي الأولى بالانضمام إلى معهد الإدارة العامة، وكانت تجربةً سديدةً أعانتْني بعد الله في اجتياز خطوات أخرى، عملية في مشواري المهني الطويل! والحمد لله من قبلُ ومن بعدُ.
***