«الجزيرة» - الرياض:
في ليلة «طرز بها نور القمر» أطلّ فنان العرب محمد عبده بكامل فخامته وعذوبة صوته أمام «معازيمه» الذين حضروا بالآلاف حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة، ليستمتعوا بفنه في «محمد عبده آرينا» الواقع في «بوليفارد رياض سيتي»، إحدى مناطق موسم الرياض 2021 .
لم يكن حضور محمد عبده المتفرد بفنه عادياً، فبعد فيديو وثائقي يحكي مسيرته الفنية التي امتدت لـ 50 عاماً، بدأت الحفلة بوصلات من أجمل الأغنيات التي أداها، ولكن هذه المرة بتقنية «الهولوغرام»، في منظر كان مفاجأة الجمهور الأولى.
حيث تجسدت صورته أمامهم في أكثر من شخصية، بالتقنية التي سجلت منها 100 أغنية، وذلك بعد أن وجه معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه الأستاذ تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ في عام 2019 بأرشفة أعمال فنان العرب، كأول فنان في العالم تتم أرشفة إنتاجاته، والتي نال على إثرها شهادة موسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية، وكانت مفاجأة ثانية للجمهور الذي حضر الحفلة على امتداد الوطن العربي وفي مختلف دول العالم، حيث منحت له الشهادة عن «أول حدث في العالم يجمع خمس شخصيات بتقنية «الهولوغرام» في عرض واحد».
بعد ذلك اعتلى محمد عبده خشبة المسرح وأدى أغنيته الشهيرة، والتي سميت الحفلة باسمها «المعازيم»، ولم تنتهِ الأغنية إلا وبدأت المفاجأة الثالثة في الليلة المنتظرة.. إذ عزفت الفرقة الموسيقية التي قادها ببراعة الموسيقار وليد فايد، موسيقى أغنية «أرفض المسافة»، والتي شكلت رمزية دخل بعدها معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه الأستاذ تركي آل الشيخ الذي عاد من رحلته العلاجية، ليحضر الحفلة ويشكل عنصر المفاجأة الأكبر في الحفلة لفنان العرب.
بعد ذلك، قدم معالي رئيس الهيئة هدية تذكارية بهذه المناسبة لفنان العرب الذي بادله بهدية مماثلة. ثم بدآ سوية يرافقهم كل من الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه المهندس فيصل بافرط، والرئيس التنفيذي لشركة روتانا للصوتيات والمرئيات سالم الهندي، مجموعة من الموسيقيين العمالقة التي أثروا مسيرة الفنان محمد عبده من بدايتها حتى الآن، وهم الملحنين الراحلين عمر كدرس، وسامي إحسان، ومحمد شفيق، والايقاعي صبري بطيش، والملحن عبدالرحمن باحمدين، وضابط الإيقاع ناصر عمر جابر، وشيخ الايقاعيين محمد بصفر، وعمر البركاتي، وعازف القانون الشهير مدني عبادي، والعازف والموزع الموسيقي المصري وجدي يوسف، والموسيقار القدير عبده مزيد.
وفي الليلة المليئة بالرقي والذوق الرفيع وحلو المغنى والقصيد، استرسل المطرب الباذخ بأداء أغنياته التي طرب لها قبل جمهوره، وهي صوتك يناديني، ووين أحب الليلة، وبس لحظة. وبعد استراحة قصيرة عاد وأكمل محمد عبده ليلته جلوساً بالعود فغنى مع عزف القانون من العازف مدني عبادي وبالمواويل أغاني «من بادي الوقت» و»غالي الأثمان» و»ولعتني».
بعدها اختار أبو نورة تغيير رتم الأغاني فغنى «أنا وخلي» و»قلبي اللي» وبعدها غنى «المعاناة» وسط تفاعل كبير من الجمهور، ثم «كل مانسنس»، تلتها رائعة مهندس الكلمة الأمير بدر بن عبدالمحسن، أغنية «ردي سلامي» والتي أبدع فيها عازف الناي رضا بدير، بعدها اختار «ما عاد بدري»، «أيّوه» واختتم الحفلة بالأغنية الوطنية «شلها يابوسلمان» في خير ختام لليلة من أجمل ليالي الشتاء الطويلة.
يذكر أن الحفلة شهدت في أروقتها معرضاً مصاحباً لصور فنان العرب تحكي العديد من مراحل مسيرته الفنية التي امتدت لنصف قرن.