عبدالرحمن التويجري - بريدة:
أكَّد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم أن المنطقة تخصصت وتميزت بالمنتجات الزراعية، بعد أن حباها الله بخيراتها وثرواتها ورجالها وحبهم للزراعة، واصفاً سموه اهتمام أبناء المنطقة بالزراعة بأنه تكريس للمواطنة، والسعي للاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي. جاء ذلك خلال الجلسة الأسبوعية المسائية لسموه والمقامة بعنوان «القصيم سلة غذاء المملكة.. بين الاستدامة والنمو» شارك بها المستشار والخبير الزراعي الدكتور خالد الملاحي وذلك في قصر التوحيد ببريدة بحضور وكيل إمارة القصيم الدكتور عبدالرحمن الوزان والوكيل للشؤون الأمنية بإمارة القصيم الدكتور نايف المرواني وعدد من المسؤولين والأعيان والأهالي بالمنطقة.
وبيَّن سموه أن جمعية فلاليح سيكون لها دور في التنسيق مع الشركات الكبيرة، لدعم الزراعة والمزارعين، كون الطموحات عالية لدعم ما ينتج من مزارع هذه المنطقة، مشيراً سموه إلى أن الجمعية تهدف إلى تكريس نمط الفلاحة، وإعادة هذه المهنة لتكون مخرجاتها تتوافق مع الأهداف والتطلعات المأمولة لدعم صغار المزارعين.
وقال سموه: إن الزراعة جزء من اقتصاد البلاد، ونحن نؤمن بالتخصص والجانب الزراعي تميزت به المنطقة، ونسعى لتحفيز المواطنين والمزارعين للإبداع فيه.
لافتاً الانتباه إلى أن ترشيد المياه مهم، داعياً إلى التوازن في هذا الجانب من خلال وسائل التقنية الحديثة، التي تساهم في ترشيد المياه وتلبي احتياج المزارع، مشيداً بالإستراتيجية لوزارة البيئة والمياه والزراعة من خلال الاستفادة من المياه المعالجة لسقي المزروعات للتخفيف من استنزاف المياه الجوفية.
وشدد سموه على ما تعانيه المنتجات الزراعية من التسويق، كون هناك غزارة في الإنتاج وهذا الأمر يستدعي إلى إيجاد شركات متخصصة للتسويق الزراعي على مستوى عال من المهنية تنافس الأسواق العالمية بما يليق بالمملكة.
مبيناً أن هناك تحدياً يواجه المزارعين، في موضوع العمالة الموسمية، لأهميتها في مساعدة المزارعين في جني محصولهم الزراعي، مطالباً سموه بالتركيز على التوسع في الزراعة العضوية بالمنطقة.
وذكر الأمير الدكتور فيصل بن مشعل أن المنتجات الزراعية بالقصيم علامة تجارية يجب أن نستغلها على الوجه الأمثل، لأن منتجات المنطقة أصبحت ذات علامة على مستوى المملكة ويجب استغلالها من رجال الأعمال والمسوقين والمزارعين، لافتاً إلى أن القيادة الرشيدة أعزها الله قدمت الكثير من الدعم للمزارعين عبر العديد من البرامج للوصول إلى جودة عالية بالمنتجات الزراعية. وفي بداية الجلسة تم تقديم عرض مرئي عن المناشط الزراعية والمهرجانات المرتبطة بتسويق المنتجات الزراعية بالمنطقة.
ثم تحدث الدكتور خالد الملاحي، أن القصيم والزراعة وجهان لعملة واحدة، لأن المنطقة تميزت بحضورها في جميع مناطق المملكة بمنتجاتها الزراعية، بدعم من القيادة الرشيدة، وسمو الأمير فيصل بن مشعل، مشيراً إلى أن القصيم أصبحت سلة غذاء المملكة لموقعها الجغرافي، وارتباطها بعدة شبكات طرق. وأضاف أن إحصاءات الهيئة العامة للإحصاء، بيَّنت أهمية منطقة القصيم، في المحاصيل الزراعية واحتلالها مراتب متقدمة، لتساهم المنطقة بما نسبته 45 % من الأمن الغذائي بالمملكة، وهذا يدل على طبيعة المنطقة المناسبة للتوسع الزراعي.
مشيراً إلى أن عدد المزارع العضوية بالمنطقة بلغ 326 مزرعة وأصبحت المرتبة الأولى بالمملكة، في حين بلغ ما نسبته 27 % من نخيل المملكة تحتضنه القصيم.
وأوضح الدكتور الملاحي أن الطموح استدامة ونمو الوضع الراهن للزراعة بالقصيم من خلال ترجمة خطط الدولة الإستراتيجية، والاستفادة من دعم الجهات ذات العلاقة بالجوانب البحثية، والتمويلية وغيرها.
من جهته نائب رئيس هيئة الغذاء والدواء الدكتور صالح الدوسري، أكد دعم سمو أمير القصيم، مشيراً إلى حرص الهيئة لضمان سلامة المنتجات سواء الغذاء أو الدواء أو المعدات أو الأعلاف، لافتاً إلى أن البرنامج الوطني لرصد متبقيات المبيدات، وبالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالقصيم، ساهم في الحد من أي بقايا للمبيدات للتمور وسليمة تماماً، وهناك برامج موجهة للأسواق المركزية، للكشف عن متبقيات المبيدات، مضيفاً أن نجاحات القصيم تنعكس على جميع مناطق المملكة، وهناك ورش عمل مستمرة مع الجهات المعنية بالقصيم والنتيجة النهائية أكدت أن المنتج الوطني التمور أغلى منتج لدينا، موضحاً أن هناك رقابة شديدة لسلامة الغذاء التي تعد خط أحمر.
ونوَّه المشرف على فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة المهندس سلمان الصوينع، بدعم سمو أمير القصيم لدعم المزارعين، وسلامة الإنتاج والجودة وحل جميع المعوقات التي تواجه المزارعين، وتغيير مفهوم تسويق التمور، وتطبيق السجل الزراعي لمعرفة مصدر المنتجات الزراعية، لتكون لدى المنطقة قاعدة معلومات يستدل بها على المزارع المنتجة.
وبيَّن مدير فرع صندوق التنمية الزراعية بالقصيم المهندس صالح الأحمد، إلى أن عمل الصندوق يقوم بتمويل المشاريع المتخصصة، وأظهرت الإحصاءات أن مبالغ القروض التي قدمت لمزارعي القصيم خلال 10 سنوات أكثر من 361 مليون ريال، و743 مليون للقروض العادية، وأن القروض القصيرة بلغت 76 مليون ريال ليصل مجموع القروض أكثر من مليار و172 مليون ريال.