حمد بن عبدالله القاضي
** نجيب الزامل إنساناً:
لكل إنسان مفتاح لشخصيته.
الراحل نجيب الزامل -رحمه الله- إنسان؛ قلبه مسكون بالرحمة
ارتهن عطاءه لصنع الجميل
نذر وقته وجهده وفكره
لكأن الشاعر يعنيه:
وإن سهرت مقلة بالظلام
***
** نماذج من إنسانيته
* سعادته بإدخال السرور على الأيتام والمعاقين والمحتاجين
يؤمن بتلك الحكمة فعلاً لا تنظيرًا:
«إذا نثرت العطر على غيرك فلابد أن تصيبك قطان منه»
*أنمودج رأيته: موقف له مع أطفال أيتام تعلقوا به وكأنه أبوهم وكيف دمعت عينه حين ناداه طفل وقال: (بابا نجيب.. أحبك ماما اشترت لي سيكل تقول من بابا نجيب).
** إيثاره ورحمته
أنموذج: مساهمة له بأرض وربحت مبلغًا كبيرًا، واتصل به صاحب المساهمة يخبره ببيع الأرض ومقدار الربح الذي كان كبيرًا وكان -رحمه الله- مسافرًا فقال له الراحل نجيب: تصدق نيابة عني بالربح وستتصل بك امرأة هذا رقمها أعطها مبلغ (50000) ريال.
** أيقونة إنسانية
تفرحه بسمة محتاج
وتبكيه دمعة يتيم.
** يرعى الشباب، يحفز على التطوع، يشجع الشباب على سلوكيات مضيئة.
يدعمهم بتأسيس أعمال خاصة بهم.
** روح متسامحة
لم أجده يوماً غاضباً على أحد أو كارهاً لبشر،
يتسامى عن الصغائر شعاره بل شعوره:
* لَمّا عَفَوتُ وَلَم أَحقِد عَلى أَحَدٍ
أَرَحتُ نَفسي مِن هَمِّ العَداواتِ»
** شخصيته باسمة، حروفه مشرقة، رغم آلامه ترى وجهه مورقًا بالبهجة،
وكلماته بسيطة يمزجها بشيء من الظرف.
وكلنا لا ننسي عبارته التي وضعها بحسابه بتويتر ويختم بها تغريداته (يا حبي لكم).
***
** نجيب الزامل كاتباً:
* كما وظَّف عمره للإنسان،
وظَّف قلمه وحرفه كاتبًا ومغردًا للإنسان وتحديدًا لمن هم بحاجة إلى العطف.
* تبنى مبادرة ((لكي لا يبكي حبيب حبيباً للكلى)).
** ثقافة عالية
قارئ عاشق للكتاب لذا تجد مقالاته ثرية بالمعلومة قديمها التراثي وحديثها المعاصر.
** إبجابية حرفه
تبثّ مقالاته وتغريداته الطاقة الإيجابية لدى قارئه ومتابعه
وما أحوجنا لمثله بهذا الزمن المعتل الآخِر.
* اتسم حرفه بالصدق والبياض والتجرد من أي مناحٍ شخصية.
* يمتلك أسلوباً جاذباً متدفقاً وكتابته
تعني بقضايا الناس ونبض قلوبهم.
***
** نجيب الزامل شورياً:
** شرفت بزمالته أربع سنوات ثلاث منه باللجنة الاجتماعية والأسرة وواحدة باللجنة الثقافية والإعلامية.
* كان هاجسه الأول تحت قبة المجلس أو بصالة اجتماعات اللجنة أولئك الذين يظمؤون للحنان من أيتام
ومن يرومون العيش الكريم،
ومن يعانين من ترمل
فالإنسان عنده كان حاضراً بكل توصية أو مداخلة تسمع فيها نبض الخير.
** الوفاء منه وله
لقد وفى للناس له فبادلوه وفاء وأحب الناس فقايضوه حبًا
بدءًا من أسرته وانتهاء بمكلوم بلسم جرحه.
*وفاؤه العجيب:
كانت هناك ندوة تأبين عن المرحوم د. عبدالرحمن الشبيلي -رحمه الله- أقامها نادي الأحساء الأدبي وكان هو أحد المشاركين فيها، وفي ليلة إقامتها كان بالمستشفى بالدمام وفوجئنا بمجيئه والسوار الطبي بيده يمشي بتناقل وحين جلس على المنصة قال لي وكنت بجانبه بوصفي مشاركًا بالندوة: بودي أكون أول المشاركين حيث سأعود للدمام فأبلغت مدير الندوة. وفعلاً بدأ وألقى الورقة بصعوبة حتى أنني خفت عليه وخرج بعدها رأسًا ليعود لسريره بالمستشفى بالدمام -رحمه الله.
أي وفاء مثله تنهزم الكلمات عند التعبير عنه -رحمه الله.
***
** تضاعف الحب والوفاء له بعد انتقاله من ظهر الأرض لبطنها.
ولم لا؟
* لقد زرع العطاء فحصد الوفاء
*إخوته وأسرته
تجلى الوفاء لديهم بأمور كثيرة
*طبعوا كتبه وجعلوها صدقة جارية،
*أطلقوا مبادرة مجتمعية عنه باسمه تحفز على الإيجابية والتطوع وفيها جائزة تحمل اسمه.
وأمور خير أخرى لم يعلنوها فلا نعلمها.
* الناس لا ينسون من يزرع الخير أكان بينهم أم غادرهم، ومن رأي العدد المهول الذي حضر تشييعه والصلاة عليه، وأولئك الذين حضروا للعزاء به من مناطق المملكة والخليج
لقد أدرك الناس عندها «حبّ الناس للي يحبون» كما قال خالد الفيصل برثاء والده رحمهما الله.
*ولقد كتب عنه الكثير من المقالات ومئات التغريدات وكان تفاعل الناس معها كثيرًا قراءة ودعاء. وكأنموذج بلغ عدد من تفاعلوا مع تغريدة لي برثائه أكثر من 81 ألف مغرد ما بين قراءة وثناء وتعليق.
*وحقًا:
«وليس سوى صنع الجميل فضيلة
وليس سوى الذكرى تظلّ وتخصب»
***
** وبعد
«يا سيد النبل مهلاً والرّدى دُول
أهكذا مثلَ حُلم الجفنِ ترتحل
أما ترفّقتَ والأيام موحشة
والنائبات كماءِ المُزنِ تنهمل
تركتنا يا نقيَّ القلب دامية
قلوبنا من جراح ليس تندمل
أما ترفّقتَ كي تُشفى لواعِجَنا
وترتوي من سنا إشراقكَ المُقَلُ
وكنتَ فينا نقاءَ الرّوحِ مؤتلقاًَ
وطيبةَ القلبِ لا حقدٌ ولا دَغَلُ
*من قصيدة أحمد عثمان التويجري برثاء أحد أصفيائه كأنه يعبر عنا نحن محبي نجيب الزامل.
** طبت يانجيب حيًا وميتًا.
…
*ألقيت بالنشاط الثقافي الذي أقامته الجمعية الصالحية بمخيمها بمهرجان الغضا للثقافة والفنون بعنيزة.