وطنٌ تعالى في الوجودِ رسوخا
وسما يعانقُ في الحياةِ شموخا
وطنٌ تجلّى في مدانا عزةً
كم أزهرتْ خطواتُهُ تاريخا؟
وقفتْ على أفقِ السماءِ كنجمةٍ
رضختْ له الغاياتُ فيه رضوخا
أضفى على وهجِ الجمالِ مهابةً
ورسا على بِيد الكرامِ مُنيخا
شِيمٌ تعيدُ الفخرَ فيه مُتوجًا
حِكمًا تُباري في العقولِ شيوخا
أولى الزمانَ من السموّ مكانةً
جعلتْ فعالَ السابقينَ مسوخا
رصّعت -يا وطني- الخلودَ مفاخرًا
ما كانَ فعلُك في الورى منسوخا
يتواثبون، وأنتَ في جفنِ العلا
برقٌ يسابقُ في العلا صاروخا
حسدًا لهيبتكَ التي شيّدتَها
ملؤوا القلوبَ من العداء فخوخا
أبقيتَ ذكركَ في المواكبِ سامقًا
وتركتَ غيركَ في الحضيضِ فروخا
يتساقطون، وأنتَ ترفلُ واثقًا
تبني الشموسَ، ولستَ تبني كوخا
وعقدتَ في بابِ المكارمِ موئلاً
للآملين، فكمْ أغثتَ صريخا!
صوتٌ لأحلامِ الأنامِ مُعطرٌ
يهفو لهُ سمعُ الزمانِ مُصيخا
وطنَ السلامِ بلغتَ غايةَ حلمنا
تخضرّ في كلّ الجهاتِ شموخا
كم رفرفتْ أمجادُنا برسالةٍ
رسختْ بأيدي الطامحينَ رسوخا
سيفان، نخلتك التي سمقت بنا
بثباتها؛ لتزيدنا ترسيخا
فلأنت ممكلتي وعشقك في دمي
نسجت لنا آياته التاريخا.
** **
- د. أحمد اللهيب