سهوب بغدادي
فيما شرعت المملكة العربية السعودية أبوابها للزوار من مختلف أنحاء العالم عبر نظام التأشيرة الإلكترونية ابتداءً من 2019، حيث يتمكن الزوار من الحصول على تأشيرة دخول صالحة لمدة عام تخوّلهم دخول البلاد عدة مرات وتسمح لهم بالإقامة لمدة 90 يومًا كحد أقصى خلال فترة صلاحيتها، ويمكن استخدام هذه التأشيرة للأنشطة السياحية والعمرة وهي لا تشمل الأنشطة الأخرى كالدراسة، وفقاً لموقع روح السعودية. في حين تفاجأت بقدوم إحدى زميلاتي -أمريكية الجنسية- في رحلة عمل لمدة يوم واحد لا غير، كان قدومها مفاجأة جميلة جداً حيث جمعتنا الصدفة خلال عملنا في الولايات المتحدة في الكونجرس الأمريكي الإسلامي للدفاع عن مسلمي أمريكا وتحسين صورة الإسلام في ظل الحملات المشوهة والسلبية التي ألقت بظلال النمطية علينا لحقب مديدة، كان لقائي بالزميلة «تريكواندا» أو «تري» كفيلاً بأن يعيدنا لحوارات الأديان وجلسات النقاشات الطويلة التي تخللتها أسئلة عن المملكة آنذاك، نحن نتحدث عن فترة 2013 إلى 2015 فلم يكن المجتمع السعودي هذا الانفتاح، ولم نر حراكاً سياحياً أو اقتصادياً يشابه ما نعاصره في يومنا ولله الحمد، فكان أحد التساؤلات التي تردنا بتكرار، ما السر الذي تحاول المملكة إخفاءه عن أعين العالم؟ لماذا لا نستطيع زيارة المملكة كأي دولة أخرى؟ هل الشعب غير مرحب بالغير؟ والكثير من الأسئلة على ذات النمط، حقاً شعرت بالإفحام مرات عديدة، وأحبطت مرات أخرى، وفضلت السكوت كرد، ودافعت في أغلب الأوقات، كانت زيارة «تري» تحقيقاً لأحاديث تداولناها في ردهات الانتظار، وحُققت بفضل الله ثم بنظرة حكيمة من ولاة أمرنا-أيدهم الله- إن المملكة موطن جذاب للاستثمارات الخارجية بحسب المؤشرات وما يتردد في الإعلام الدولي أيضاً، فكانت تعرف بوفرة النفط ومشتقاته، والآن تُقصد لما سبق ذكره إضافة إلى النهج المختلف في تنويع مصادر الدخل بمعزل عن النفط، إذ شهدنا مجالات انتعشت وأخرى ازدهرت خلال الآونة الأخيرة، ولازلنا نتطلع للمزيد من التميز على جميع الأصعدة محلياً وعالمياً.