علي الصحن
عاش فريق الهلال معاناة طويلة مع خياراته في الشق الهجومي، سواء كانت (من صميم الذات والا أجنبية) وبحث الهلاليون طويلاً عن المهاجم (الحقيقي) الذي يصنع الفارق ويروض الصعب ويطوع المستحيل ويسهم في تحقيق اللقب الآسيوي الذي عاند فريقهم طويلاً لظروف مختلفة، تتقدمه الصافرة وغياب الهداف!!
وفي مقال كتبته في أغسطس 2017 قلت فيه «إن نادياً مثل الهلال ظل طوال سنوات يبحث عن اللقب الآسيوي، وفي كل مرة يخرج يؤكد الجميع أن علته غالباً في غياب اللاعب الهداف القادر على صناعة الفارق، وعندما يعود الهلاليون بذاكرتهم إلى البطولات القارية التي حققها فريقهم، سيجدون أن جلها تحقق بمساهمة محترفين أجانب مثل سيرجيو والكاتو وأدميلسون، وكانت إدارات النادي في ذلك الوقت تعرف كيف تختار اللاعب المميز وتجِدُ في ذلك، رغم وفرة النجوم المحليين وفي مقدمتهم الثنيان والتمياط والجابر، وفي السنوات الأخيرة جانب الهلاليون التوفيق في خياراتهم الأجنبية الهجومية، يبرز هنا الميدا وليو وأخيراً برتوش ماتيوس».
في 23 أغسطس 2018 أعلن نادي الهلال تعاقده مع المهاجم الفرنسي بافمنتبي قوميز الذي سبق أن مثل المنتخب الفرنسي في (12) مباراة، سجل خلالها (3) أهداف، ومثل عدة أندية بارزة في القارة العجوز منها ليون ومارسيليا الفرنسيان وغلطة سراي التركي، ويومها ابتهج الهلاليون بلاعبهم الجديد، لكنهم لم يتوقعوا في الغالب أنه اللاعب المفقود والعنصر المنتظر واللاعب الذي يملك الحلول التي استعصت وطال عنادها.
من الركلة الأولى تبين للهلاليين أنهم على موعد مختلف، لاعب يسجل بكل الطرق ومن كل الزوايا، لاعب يعرف أين يقف ولا يريد أن يتوقف، لاعب لديه طموح كبير وإصرار مثير وشغف ملهم، لاعب محترف بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، يحترم المنافسة والمنافسين، ويعرف ماذا يريد المحبون، ويسعى إلى النجاح في كل حين.
في بطولة آسيا التي بحث الهلاليون عنها طويلاً قدم الأسد الفرنسي نفسه كما يجب، لم يكتف بالمساهمة مع زملائه بالفوز باللقب الكبير، بل توج بجائزة أفضل لاعب في بطولة دوري أبطال آسيا 2019 وهداف البطولة برصيد (11) هدفًا، ليس من بينها ضربة جزاء.
وبعد الفوز الكبير، وبعد هدف الهلال الثاني في السايتاما، فرح قوميز بشكل مختلف، رغم أنه هدف تعزيز حسم اللقب قبله، لكن النجم الكبير كان يعي ما يفعل، كان يقدم رسالة في الإصرار وتقدير المدرج والفرحة بتحقيق الطموح، ويومها ومع كل الألقاب الفردية التي فاز بها، خرج في تصاريح إعلامية يقول: «بطولة كأس العالم للأندية بطولة رائعة وتليق بسمعة فريق كبير مثل الهلال». وأردف: «بفضل زملائي فزت بلقب هداف دوري أبطال آسيا، وأفضل لاعب في البطولة، أنا محظوظ باللعب مع هذا الجيل من اللاعبين السعوديين، الهلال من أفضل الأندية في آسيا، لقد منحني الحب والاحترام، عندما تعيش هذه الأجواء في أي فريق تلعب له، تقدم كل ما لديك كمهاجم من أجل خدمة المجموعة وتسجيل الأهداف، وهذا ما قمت به في كل الأندية التي لعبت لها في مشواري الكروي».
وفي التصريح يبرز تقديره الكبير لفريقه واعترافه بأنه أضاف له شخصياً، كما يبرز تقديره لزملائه، والتأكيد على أفضليتهم، وأنه محظوظ باللعب معهم، وهذه أمور يندر أن يصرح بها بعض اللاعبين الذين يظنون أنهم من أضاف وحقق ويحاولون نسب كل إنجاز لهم.
رصيد قوميز من الأهداف يكفي للإشارة إلى التأثير الذي صنعه اللاعب، وعندما يغيب عن التسجيل يسهم في صناعة الأهداف، ومنها وأهمها صناعته لهدفي ماريقا في نصف ونهائي دوري أبطال أمام النصر وبوهانج الكوري.
ولأن لكلٍّ قصة جميلة نهاية، فإن مصير اللاعب التاريخي مع الهلال قد ينتهي في أي لحظة، لكن علاقته بالنادي وعشاقه لا يمكن أن تنتهي، وستظل في الذاكرة طويلاً بكل تأكيد، ومن المؤمل أن يستفيد النادي من اللاعب في موقع آخر، كما أن المهم ألا يُدخل أنصار الهلال أي لاعب آخر في مقارنة مع قوميز، فما حققه الفرنسي يصعب أن يتكرر.
* * *
- الهلال يسجل ويصنع عشرات الفرص في كل مباراة، لكن مرماه يستقبل الأهداف بسهولة، وأي كرة عرضية تمثل خطورة بالغة على مرمى الفريق.
- تدخلات الفار غريبة، ولا بد من وضع حلول لها، حتى لا تخسر الفرق حظوظها وحقوقها.
- بيريرا يصنع الفرص وينوع باللعب ويضع المهاجمين أمام المرمى.. بقي أن يسجل هو أيضاً.
- عاد بعض من كاريلو في المواجهات الأخيرة، وأصبح حضوره مؤثراً ومهماً مع الفريق.