مها محمد الشريف
الصراع في اليمن انتقل إلى مرحلة أكثر خطورة، بتوسعه من البر إلى البحر، بعد إعلان جماعة الحوثي احتجاز سفينة إماراتية، مقابل ميناء الحُديدة على ساحل البحر الأحمر غربي البلاد، تبعها بعد عدة أيام الهجوم الإرهابي الجبان الذي شنته مليشيا الحوثي بطائرات مسيَّرة مفخخة على أبوظبي، علماً بأن الهجوم ينتهك القانون الدولي الإنساني، وجميع القوانين الدولية الأخرى ويشكِّل اعتداءً صارخاً على سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يعكس إصرار هذه المليشيات الحوثية الإرهابية على مواصلة هجماتها الإجرامية.
ولا يسعنا، مهما يكن من أمر، إلا أن نشدد على أن إيران تقف خلف هذه الهجمات الإرهابية، فهل أدرك العالم خطورة إيران وأذنابها، وهل كنا بحاجة لمثل هذا الهجوم على دولة الإمارات الشقيقة ليعلموا خطورتهم؟ ودعونا نكرر السؤال: هل لإيران دور مباشر بإطلاق المسيَّرات من أراضيها أو من سفن تابعة لها؟
لا شك أن هذه الميليشيا الإرهابية تواصل جرائمها دون رادع، فهم دعاة الحرب ومؤيِّدوها وتبقى هذه الحقيقة قائمة في مسعى منها لنشر الإرهاب والفوضى في المنطقة، من أجل تحقيق غاياتها وأهدافها غير المشروعة، كشف تقرير أولي صادر عن مركز صنعاء للإعلام الحقوقي عن جرائم نهب واقتحام واسعة ارتكبتها جماعة الحوثيين في العاصمة صنعاء شملت مؤسسات حكومية مدنية وعسكرية ومنظمات مجتمع مدني ومؤسسات إعلامية، بالإضافة لمساجد ومنازل سكنية ومؤسسات طبية وتعليمية ومقار حزبية، وإرسال الصواريخ الباليستية والمسيَّرات المفخخة إلى المملكة العربية السعودية، من هنا يترتب على المجتمع الدولي إدانة هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية ورفضها قبل أن يتكلم السلاح وتصمت الحلول.
هكذا استمر الزمن المضطرب، ونحن حاضرون معه، نشاهد الأحداث ومواظبون على الكتابة للتاريخ ونأخذ منه الدروس والعبر، ومن هذه العبر قرارات الأمم المتحدة إلى نشر السلام ليست إلا سوى قرارات مكتوبة على ورق كما عرفها التاريخ، ومنذ ذلك الحين تشكَّلت الحروب وقصرت حقب السلام، فهل تتحمَّل الأمم المتحدة ومجلس الأمن اندلاع الحروب؟ حتى بلغ عدد الضحايا مئات الألوف.
ولكن اليوم بعد الاعتداء السافر على مطار أبوظبي من مليشيات الحوثي إدانات دولية وعربية لاستهدافهم منشآت مدنية في الإمارات، وتعهدت الولايات المتحدة، بمحاسبة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، بعد استهدافهم بطائرات مسيَّرة منشآت مدنية في الإمارات، مما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 6 آخرين، وفي ميدان الحرب يخسر المعتدي مهما كانت قوته وأجندته السياسية في تأجيج الصراع السياسي.
نشاهد اليوم مسرحيات إيران وموقفها العدائي ضد الدول العربية وعلاقة مؤثِّرة مع الإرث الثوري، الذي ينشر التوتر عبر الحوثي وحزب الله، وظهر معهم نظامها الإجرامي، لذا استهدف التحالف قيادات إرهابية شمال صنعاء، فهل بدأ الرد بضرب القيادات الإرهابية؟