عبدالله العمري
عندما يتحدث رئيس نادٍ بحجم خالد البلطان صاحب التاريخ والتجربة الكبيرة في الرياضة السعودية، الرجل الذي له بصمة واضحة جداً من خلال ترؤسه لنادي الشباب لسنوات طويلة استطاع من خلالها قلب كثير من الموازين في المنافسات المحلية والبطولات لصالح الليوث.
عندها يجب أن نقف كثيراً عند حديثه الذي يحمل كثيرا من المعاناة التي تطول جانباً مهماً وركناً أساسياً في الرياضة السعودية وهو نادي الشباب الذي يعد واحداً من أهم الأندية السعودية وسبباً رئيساً في تفوق كرتنا في كثير من المحافل الإقليمية والدولية من خلال ما يقدمه من لاعبين ونجوم للكرة السعودية.
لذا ما تحدث به البلطان من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الأسبوع الماضي عن وضع ومستقبل ناديه خلال المرحلة المقبلة هو حديث جدير بالاحترام والوقوف عنده كثيراً لمن يهمه أمر الرياضة السعودية وتطورها.
البلطان كان واضحاً وصريحاً مع الجماهير الشبابية خاصة فيما يخص ويهم مستقبل ناديهم ومدى مقدرته على المنافسة على البطولات المحلية والعودة من جديد لمنصات التتويج بعد غياب، البلطان تحدث في أمور كثيرة عن الوضع الشبابي الحالي.
لكن ما ذكره عن تفاوت الدعم المادي المقدم من وزارة الرياضة لبعض الأندية من دعم مادي إضافي يصل إلى 18 مليون ريال، وكذلك تقليص عدد الإعلانات المسموح بها على قمصان الأندية مما خفض إيرادات الشباب من 50 مليون ريال إلى 17 مليون ريال.. وهو عندما يتحدث عن مثل هذه الأمور ذات الحساسية البالغة، فهو بكل تأكيد يعي ماذا يقول ويتحمل مسئولية حديثه أمام الشارع الرياضي السعودي، ولم يلجأ للإعلام إلا بعد أن استنفد جميع الطرق في إيصال صوته كرئيس لنادي الشباب لمن يهمهم الأمر ويعنيهم.
وما حدث هو إجحاف وظلم لنادي الشباب وغيره من الأندية التي لم تحصل على مبلغ 18 مليون ريال الإضافية التي حصلت عليها بعض الأندية.
فليس من العدل أن يتم تمييز أربعة أندية عن بقية الأندية التي من حقها وحق جماهيرها أن تعرف سبب هذا التمييز الذي حصلوا عليه.
فمتى أردنا أن نملك دوريا قويا وجعل فرص المنافسة متساوية بين الجميع يجب أن يكون هناك عدل في توزيع الموارد المادية بالتساوي بين جميع الأندية مع فتح باب الإعلانات على قمصانها دون قيد أو شرط لكي تستطيع الأندية توسيع وتنويع مداخلها المادية.
إما أن يتم دعم أندية وتميزها عن البقية مع إقفال باب الإعلانات أمام الأندية غير المدعومة مادياً وإلزامها بعدد محدد من الإعلانات، فهذا فيه توجه واضح لجعل المنافسة قائمة بين عدد محصور من الأندية فقط وجعل بقية الأندية تلعب دور الكومبارس في الدوري.
الشباب واحد من أعرق الأندية السعودية وأهمها، فمع عصره الذهبي في التسعينات وبفضل نجومه في تلك الحقبة استطعنا الوصول للمونديال العالمي لأول مرة في تاريخنا ومعهم استطعنا ترويض كأس الخليج التي ظلت عصية علينا وغيرها من البطولات المهمة.
لهذا أتمنى أن يكون لحديث البلطان صدى عند من يهمه أمر الكرة السعودية ومستقبلها وأن يحظى الشباب مثل بقية الأندية بدعم مماثل ومميز لكي يكون قادراً على المنافسة والعودة من جديد إلى منصات البطولات.
فالشباب حتى وهو في أصعب ظروفه ما زال يقدم نجومه للمنتخب السعودي، فمع آخر إعلان لتشكيلة الأخضر التي أعلنت قبل عدة أيام كان هناك خمسة لاعبين بالقائمة من لاعبي الشباب.