عثمان أبوبكر مالي
من جديد ارتفعت بعض الأصوات الرياضية التي تتحدث عن سلبيات وأخطاء التحكيم في مباريات دوري الأمير محمد بن سلمان لكرة القدم، خصوصا الحكام المحليين في المباريات التي يديرونها، ومع تقدم الجولات واشتداد المنافسة وازدياد أهمية النقاط سترتفع الأصوات أكثر، من قبل بعض المسؤولين في بعض الأندية والإعلاميين وحتى الجماهير الرياضية، الذين يبحثون عن مبررات وعن (شماعة) يعلقون عليها أسباب فقدان النقاط وتراجع المراكز، وهو أمر معتاد ومكرر يحدث من سنوات، وإن كانت حدة الحديث عنها وفيها تختلف نبراتها موسما بعد آخر، وفقا لاعتبارات عديدة، يأتي في مقدمتها مستوى الفرق المنافسة وقوة إعلامها وجماهيريتها في كل مرة يتجدد فيه هذا الموال أتذكر مباشرة شخصية خيالية معروفة في التراث الشعبي العربي، وفي كثير من الثقافات القديمة، وبعض قصصه الخيالية، وأعني تحديدا شخصية جحا وقصته المشهورة (مسمار جحا).
جحا شخصية طريفة مضحكة، ينسب له العديد من القصص الطريفة والحكم والنوادر، عرف بخبثه وبغبائه في نفس الوقت، ويوضح ذلك كثير من القصص التي نقلت عنه، ومنها حكاية (مسمار جحا) التي تروى بعدة صور، ومنها أنه اضطر يوما إلى أن يبيع منزله الكبير الذي ورثه عن أبيه، فاشترط على من يريد شراءه شرطًا غريبًا، وهو أن يترك مسمارًا في الحائط. وهو ما وافق عليه المشترى بحسن نية وأعطاه بعض المال، لكن المالك الجديد فوجئ بعد أيام قليلة بأن جحا يدخل عليه البيت جهارا نهارا، فسأله الرجل ماذا يريد فكان رده (جئت لأطمئن على مسماري) ولم يمنعه ظنا منه أنها (حالة وقتية) ولن تستمر طويلا.
ولما جاء اليوم التالي ذهب جحا إلى الدار، وطلب من المالك أن يدخل ليطمئن على مسماره، تعجب المالك من الطلب، ولكنه رحب به وقدم له الطعام والشراب، فانصرف جحا وعاد في اليوم الذي بعده؛ بحجة الاطمئنان على نفس المسمار، ولما دخل جلس وشرب وأكل، وخلع جبته وتهيأ للنوم، فسأله المالك الجديد، ماذا ستفعل يا جحا!
فرد عليه قائلًا: سأنام بجوار مسماري، وهكذا ظل جحا على هذا الحال شهراً، يذهب للمنزل؛ بحجة الاطمئنان على مسماره، وكان يختار دائمًا أوقات تناول وجبات الطعام، فلما طال به الحال هكذا، ضاق الرجل ذرعًا وترك له الدار بما فيها، ورحل. وهكذا هي بعض إدارات الأندية التي تكرر في كل موسم تعثرها وبعثرة نقاطها وتعلقه على التحكيم وحده، لتجعل منه شماعة وحجة واهيه أشبه تماما بـ (مسمار جحا).
كلام مشفر
« تضخيم أخطاء بعض حكام المباريات (المحليين) وجعلها السبب الأول والرئيس من قبل بعض رؤساء الأندية ومسؤوليها عند الخسارة وهدر النقاط، لم يعد حجة مقبولة، ولا مبررا يعتبر، بعد أن سمح الاتحاد السعودي لكرة القدم، للأندية الخائفة والراغبة إحضار حكام أجانب بالعدد الذي يشاؤون، فالأمر أصبح سيان إن كانت المباراة على أرض الفريق أو خارج منطقته، يستطيع في كل الأحوال طلب حكام أجانب.
« مسمار جحا في التحكيم ليس فقط في الأندية، وإنما حتى في اللجنة الرئيسة بكبرها، فبقاء أسماء إدارية (تخللت) وهي تعمل وتقوم بمهام وبرمجة العمل في اللجنة وإدارة مسؤولياتها وتحضر منذ سنوات طويلة باستمرار وتكرار أي كل تشكيل للجنة على طريقة (عكوز بكوز في كل لجنة مركوز) مسألة يجب أن تتوقف بل يجب أن تنتهي كليا، فقد عفا عليها الزمن.
« أيضا فاعلية اللجنة ودورها وبرامجها، لن تتغير طالما أن دخول مجال التحكيم لا يزال قائما على نفس الأساليب والطرق التي تتم منذ سنوات طويلة، والتدريب يتم من قبل نفس الأسماء التي لم تتغير من سنوات وبذات الطرق والأساليب التقليدية المعروفة.
« استقطابات فترة التسجيل الثانية للاعبين المحترفين (الميركاتو الشتوي) توحي باشتعال المنافسة وازدياد القوة والإثارة والتكافؤ، اعتبارا من الجولة التاسعة عشرة التي ستأتي بعد اكتمال حضور الأسماء الجديدة جميعها واستفادة المدربين من فترة التوقف لإكمال التأقلم وانسجام الأسماء الجديدة القادمة وسينعكس ذلك على النتائج والمستوى ولعبة الكراسي الموسيقية.
« كالعادة يحضر مدرب منتخبنا الوطني السيد (هيرفي ريناد) بقائمة الأخضر التي ستخوض غمار مبارياته المتبقية في تصفيات كأس العالم لكرة القدم، فترة التوقف القادمة، وقائمة بعد أخرى تزداد الثقة في المدرب وهو يواصل استدعاءاته واختياراته وفق مبادئ وأسس يسير عليها منذ استلام مهامه، ويقدم القناعة.
.. وفالك التوفيق يا ريناد..