منال الحصيني
هل علينا أن نبتلع كبسولة القبول والرضا ونقتنع بقبول عيوبنا كما هي؟ بالطبع لا توجد طريقة لمحو الماضي، ماذا لو جربنا أن نطوي ذلك الماضي ونبدأ حياة جديدة في مكان ما خارج نطاق حيزنا الحالي؟ حتى لو استطعنا فعل ذلك هل هذا حقاً هو هروب من الماضي؟ مؤكد أننا نحمل ماضينا معنا إلى كل مكان نحلّ به.
هو أشبه بحقيبة مُثقلة لا يستطيع حملها سوانا، نحن فقط من يجرها من مكان لآخر.
أعلم أن هناك فوضى بين أرواحنا، وعقولنا، وقلوبنا نصارع تلك الجيوش اللا متناهية من المتضادات بداخلنا.
نفكر كوالدين، وكأزواج، وكأبناء، وكذلك كأصدقاء، وكثيراً ما نفكر بأننا مظلومون أو مجروحون أو على الأقل قمنا بجرح الآخرين، نظن أنفسنا أكثر ضعفاً مما نعترف به، وأحياناً نضحي لأجل الحفاظ على علاقات كانت يجب أن ندعها تنهار أو كأناس أفسدنا علاقات كانت يجب أن نقاتل لبقائها، نحب أنفسنا تارة ونكرهها أخرى. كيف نتعامل مع أخطائنا وإساءاتنا والآلام التي سببناها للآخرين! والأهم ماذا نفعل بالجزء الذي نكرهه من أنفسنا؟ غالباً ما نعفو عن أخطاء الآخرين لكن لا نفعل ذلك لأنفسنا، نفهم ذلك نظرياً، نفهم أنه يجب أن نسامح أنفسنا لكنا لا نفعل. وبذلك نحن دوماً نعلق في أخطاء الماضي نتأرجح بين السعادة والحزن والنجاح والفشل، لماذا نرتكب تلك الأخطاء في أنفسنا؟ نحن نمتلك أرواحاً شفافة لكنها ملطخة بتلك المشاعر والدوافع المتناقضة، دعونا نفكر بهدوء مع تلك الفوضى لنفهم أنفسنا ونُخرج جمالها من بين ندبات الجروح وننظر لها بطريقة مختلفة بناء على الزاوية التي نختارها بذات جديدة جعلت من الماضي جِراحاً ذا ندوب جديدة ولكنها على يد أمهر أطباء التجميل فالجرح واحد لكن الندوب مختلفة.