بتول شبر
منذ الأزمة الاقتصادية العالمية السابقة يبدو أن كفة اللعبة التجارية حسمت نوعا ما إلى صف العملاق الصيني نظرا لنوع النشاط الإنتاجي الغزير وبالتالي توافر السيولة التي تجعلها قادرة نوعاً ما على إبرام الصفقات التي تشتهيها بناءً على منهجية عقلية فذة، واليوم نرى الصين تختزل برامجها في رؤية واعدة تعرف بطريق الحرير - Silk Road - الطريق المخملي كما يروّج له المكينة الصينية بعيداً عن أفكار نظرية المؤامرة هي مجموعات صفقات حقيقية بنظام واحد لك وواحد لي تربط نشاط البلدين مع 100 دولة مختارة بعناية لتمويل مشاريع تنموية شأنها تعزيز السيولة لدى الدول لترفع مستوى نشاط الأسواق التي هي بالأساس المستهلك للبضائع الصينية بامتياز!
الفكر الإبداعي الصيني جديد على الأسواق إذا ما قارناه بالصفقات الأمريكية والأوربية منذ تأسيس مماليكنا إلى يومنا هذا والذي حتى لو فرضنا صدق النوايا فإن حجم الاستفادة لهم أكثر من بكثير من حجم المنفعة لنا، ولكي لا أطيل عليكم بالماضي نظراً للنجاح المتوقع للصين حتى بعد أزمة الفيروس التاجي كوفيد 19 الذي لا يبدو أنه كبح جماح الإنتاج الصيني أو قلَّل غزارة التدفق المالي إذا ما نظرنا إلى حجم تسارع وتصاعد حجم التداول السعودي-الصيني والذي يعتبر بكين بأنه الزبون المضمون لـ 40 % من منتجات أرامكو بدون أي مجهودات تسويقية!
في العام الماضي قبيل أزمة كورونا توّج منتدى الاستثمار السعودي الصيني 35 اتفاقية بحصيلة 28 مليار و4 تراخيص لشركات صينية ولمزيد من التوضيح إن الاتفاقيات ليست فقط في الجانب الصناعي أو الاستثماري، بل هي خلق حوالي 800 فرصة والذي يضمن لآلاف السعوديين وظائف مستجدة بالإضافة إلى تمويل بنى تحتية وبناء مشاريع إسكانية واستثمارية بمبدأ خذ وهات!
الصين العظيمة لم تنس مملكة البحرين التي تنتهج نفس الرؤية السعودية الشقيقة 2030 والتي تتناغم مع مشروع طريق الحرير وعبر عنها السفير الصيني بصراحة وبالتالي عمدت بالمثل الصين لتوقيع أضخم مشروع إسكاني وعدنا فيه الامباسدور الصيني بكل شفافية أنه سوف يشكِّل استحقاقاً وطنياً بتوظيف آلاف البحرينيين والمستفيدين مع توقعاتي أن المترو الخليجي سوف يكون من نصيب الشركات الصينية بلا شك والتي تستعد للمنافسة بشراسة، الصين التي تواجه مجموعة من المشاكل غير الواضحة أخرت من إقامة لمعظم مشاريع الخليج ولربما من ضمنها كورونا وما قبل كرونا ولربما ما بعد كورونا من موجة أوميكرون! والذي نتخوف في الوقت التي تستفيد الدول بأكبر عدد من المشاريع التمويلية لطريق الحرير هذا أن نكون آخر الطابور بسبب تأخر الاتفاقات أو لربما تأخر الشركات المشرفة على المشروع بطرح الخرائط الهندسية أو لربما مجموعة أسباب أو ظروف غير معروفة كما بالتالي يؤخّر تدفق سيولة حقيقية لداخل الخليج التي تخفف وطأة إيقاف التمويلات الأخرى ويؤخر عنصر الفائدة مقابل الوقت! الاستثمار الصيني والذي أتى بامتياز ثمرة جهود توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء خلال منتدى الاستثمار السعودي، بشأن البدء في تنفيذ المشاريع التي تحقق رؤية 2030.