حصة التويم
لكل سطوع في الأفق نور مكين، ولكل قصة حضارة تاريخ متين، درعية الخير، والنماء، ومهد التاريخ التي انطلقت من مهابط الأودية إلى مرابط السفوح، وإن عزَّ دار عانقت بأمجادها الشموخ، وإن شاع مجد زاحمت بتاريخها الصروح، وإن سما الأنداد تأبى بهيبتها الرضوخ؛ لتثبت للعالم بأنها جوهرة المملكة التي انطلق منها مهد الحضارة منذ منتصف القرن الثامن عشر بنهضة علمية وثقافية، وتعتبر نبض الجزيرة الأصيل بروح المستقبل الطموح التي تعلمنا منها لغة الأصالة في الحرب والسلم، والموروث النابض بروح التجربة العميقة؛ لتصبح أيقونة التحول الحضاري.
لقد بلغت الدرعية سقفاً عالياً من الاهتمامات الثقافية التي تعتبر ضرباً من الواقع الحي نحو التطور الثقافي انطلاقاً من الحضارة التاريخية فيها، وانتهاءً بجميع مدن المملكة حتى بلغت شأواً عظيماً من اهتمام القادة والمسؤولين بتطويرها عمرانياً بطابع نجدي لتواكب التاريخ بلغة عصرية؛ ولتكن قلب التراث الثقافي النابض بالموروث الأصيل بطرح مبادرة تطوير بوابة الدرعية حيث سيتم إنشاء 38 فندقاً عالمياً، وأيضاً سيتم إنشاء 20 مطعماً عالمياً في البجيري، وتطوير مطل البجيري، كما تم إنشاء ميدان الدرعية لاستضافة الفعاليات العالمية بسعة 15 ألف متفرج، وكذلك المتاجر الاستثمارية بواقع أكثر من 500 متجر دعماً للنمو الاقتصادي في المنطقة.
وحفظاً للموروث الأصيل تم صيانة قصور الدرعية مثل قصر سلوى أكبر قصورها، وقصر عمر بن سعود وغيرها، وتحويل أجزاء منها لمتاحف تاريخية واجتماعية، وصيانة حصون الدرعية التي كانت تستخدم لأهداف حربية، وكذلك أبراجها مثل البريكي، وسمحة، وبرج سعود التي كانت مستودع المعارك، ومطبخ العمليات السياسية للدولة السعودية الأولى.
وقد عبرت الدرعية موجة التاريخ العالمي حيث يوجد بها حي الطريف أكبر الأحياء الطينية الموجودة في العالم، والمصنف كأحد المواقع المسجلة في قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو.
كما تم مواكبة تطوير الدرعية التاريخية لتكون جزءًا من مبادرة سمو ولي العهد (السعودية الخضراء) التي تهدف لرفع الغطاء النباتي، ومكافحة تدهور الأراضي؛ وذلك بزرع 3 ملايين شجرة في الدرعية، وكذلك زراعة 22 ألف نخلة وذلك لتحسين جودة الحياة، وإنشاء 3 منتزهات.
ومن الاهتمامات الثقافية إقامة المعرض الدولي بينالي الدرعية للفن المعاصر للفنون كافة (نحت، تصوير، غرافيك، فيديو، مجسمات) بتنطيم من وزارة الثقافة ليكشف عن جوهر وجمال الإبداعات والفنون المعاصرة كافة في العالم.
وإقامة بعض المنافسات الرياضية كفعاليات فورمولا إي الدرعية، ومسابقات الفروسية لقفز الحواجز إيماناً بدور الخيل العربية في رسم خارطة المجد انطلاقاً من الدولة السعودية الأولى، وكذلك الاهتمام بجمع المخطوطات للمؤلفين والرحالة لأنها ملتقى مختلف الحضارات، والاهتمام بالحفاظ على الموروث الشعبي الشفوي حيث دأبت بوابة الدرعية على حفظ العرضة السعودية التي تؤرخ للاحتفال بالمجد البطولي بتسجيلها في المحتوى المرئي والمسموع، وإقامة الدورات لتدريب الناشئة عليها، وكان ذلك محفزاً لاختيار الدرعية من قبل المنظمة العربية للثقافة والعلوم (الألسكو) في 20 ديسمبر 2021 عاصمة للثقافة العربية لعام 2030 للتميز في النشاط الثقافي والمسرحي.
أخيراً..
ستشهد المملكة حدثاً تاريخياً بافتتاح المشروع العالمي بوابة الدرعية في عام 2024 لتصبح الدرعية جوهرة الشرق الأوسط والقلب النابض بالموروث الثقافي.