نسبه
وهو الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن عيبان بن عيبان بن حمد بن محمد بن عضيب بن ناصر بن إبراهيم بن عبدالله بن محمد بن حسين من آل رحمة من النواصر من بني عمرو بن تميم.
مولده ونشأته
ولد في بلد التّويم بسدير في محلة العود في أول القرن الثالث عشر الهجري، تعلم القراءة والكتابة في مدرسة كتّاب في البلدة التويم وبلدة الداخلة، ثم انتقل إلى بلدة جلاجل ، ودرس فيها على الشيخ عثمان بن عبدالعزيز بن منصور (ت 1282هـ) ولازمه، وكان من زملائه في طلب العلم كل من المؤرخ الشيخ عثمان ابن بشر (ت 1290هـ)، والشيخ عبدالرحمن بن محمد بن عبيد (ت 1281هـ)(1)، والشيخ علي بن جمعان(2) والشيخ محمد بن عيسى بن خريّف(3) وابنه إبراهيم بن محمد ابن خريّف أيضاً، والشيخ عبدالكريم بن زيد(4)، وغيرهم من طلاب العلم. وبعد أن تأهل ارتحل للرياض فقرأ على الشيخ العلامة عبدالرحمن بن حسن آل الشّيخ في السيرة والتاريخ، وغيرهما.
مشايخه
أخذ العلم عن عدد من العلماء والمشايخ، في سدير والرّياض، منهم:
1ـ الشيخ عثمان بن عبدالعزيز بن منصور (ت 1282هـ)، قاضي سدير.
2ـ الشيخ عبدالرحمن بن حمد الثميري (ت 1277هـ)، قاضي سدير.
2ـ الشيخ علي بن حسين ابن الشيخ (ت 1270هـ)(5)، قاضي الرياض.
3ـ الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ (ت 1285هـ)(6)، قاضي الرياض.
4ـ الشيخ عبدالعزيز بن عثمان بن عبدالجبار (ت 1273هـ)، قاضي سدير.
5ـ الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين (ت 1282هـ)، قاضي الوشم وسدير.
العلماء والقضاة الذين
عاصرهم في سدير
عاصر عدداً من العلماء والقضاة في منطقة سدير، وكانت له علاقة حسنة بهم، بل إنه صار كاتباً لبعضهم يملون عليه بعض الأحكام والمعاملات، لثقتهم فيه، ولجودة خطّه، وممن عاصرهم:
الشيخ عبدالله بن سليمان بن عبيد قاضي الجبل (حائل) وسدير (ت 1241هـ) والشيخ إبراهيم بن سيف بن غنيم الذي توفى في الرياض في نهاية القرن الثالث عشر الهجري، والشيخ عثمان بن عبدالعزيز بن منصور، والشيخ عبدالرحمن بن محمد بن عبيد (ت 1281هـ)، والشيخ عبدالعزيز بن عثمان بن عبدالجبار، والشيخ عبدالرحمن بن حمد الثميري، والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين، والشيخ عبدالعزيز بن حسن الفضلي (ت 1299هـ)، والشيخ عبدالعزيز بن صالح بن مرشد (ت 1324هـ)، والشيخ عثمان بن علي بن عيسى (ت 1285هـ)، والشيخ حمد بن عبدالعزيز بن محمد العوسجي (ت 1330هـ)، والشيخ إبراهيم بن محمد العتيقي (ت 1315هـ)، وغيرهم ممن تولى القضاء في سدير في زمنه..
الكتّاب الذين عاصرهم في سدير
أما الكتّاب الشرعيين من طلاب العلم الذين اقتصر عملهم على نسخ الكتب والوثائق وكتابة العقود والوصايا وإثباتها وإمضاء الامور التي لا تستدعي الذهاب الى القضاء فقد أدرك وعاصر الكثير، ونذكر بعض المشهورين منهم الذين تولوا إمامة المساجد في المنطقة التي عاش فيها وهم:
الشيخ المؤرخ حمد بن محمد بن لعبون، والشيخ المؤرخ محمد بن عمر الفاخري، والشيخ المؤرخ عثمان بن عبدالله بن بشر، وإبراهيم بن محمد بن عبدالجبار بن عنيق، والشيخ منصور بن محمد بن منصور من طلاب العلم، والشيخ عبدالعزيز بن مانع الشارخ(7)، والشيخ عبدالرحمن بن محمد بن عبيد، والشيخ أحمد بن عبدالرحمن بن محمد بن عبيد، والشيخ عثمان بن عبدالرحمن بن عيسى بن عبيد(8)، والشيخ عثمان بن عبدالله بن عيبان، والشيخ محمد بن حمد بن نصرالله، والشيخ محمد بن عيسى بن خريف، والشيخ زامل بن حمد بن محمد بن لعبون، والشيخ إبراهيم بن عثمان أبوحيمد.
الحكام من آل سعود الذين عاصرهم
1ـ الإمام تركي بن عبدالله آل سعود (ت 1249هـ).
2ـ الإمام فيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود (ت 1282هـ).
3ـ الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي آل سعود (ت 1307هـ).
أعماله وآثاره
له جهود ملموسة، وأعمال متعددة، في خدمة بلده ومجتمعه، ومن ذلك:
1ـ الكتابة الشرعية في إقليم سدير، فقد رأيت له كتابات كثيرة في الوثائق من عام 1244هـ إلى عام 1290هـ، وكان خطه متقنا ومرتبا وجميلا مميزا.
2ـ له رسائل عديدة مع الحكام من آل سعود، ومع عدد من الأمراء والقضاة والأعيان في الإقليم انظر الوثيقة المرفقة.
3ـ له اهتمام بالتاريخ ومعرفة في الأنساب، فقد تملك نسخة من تاريخ صديقة المؤرخ الشهير عثمان ابن بشر (عنوان المجد في تاريخ نجد)، وعلّق عليها بخطه، وهي محفوظة في مكتبة المتحف البريطاني، بل يعد أول من ترجم لابن بشر، وهذا جزء من نصّ ترجمته له وتعريفه بمحتوى كتابه: (مصنف هذا الكتاب عثمان بن عبدالله بن بشر، النجدي مسكناً الحنبلي مذهباً السلفي اعتقاداً، ونسباً من رؤساء بني زيد القبيلة المعروفة المشهورة أهل بلد شقراء وغيرها، صنف عثمان مصنفات عديدة ونسخ مفيدة، منها هذا الكتاب عنوان المجد في تاريخ نجد، جعله مجلدين هذا الكتاب في سيرة الشيخ، وعبدالعزيز وسعود رحمهم الله وعفى عنهم، وما جرى عليهم وما حدث بعدهم، والذي بعده في سيرة تركي رحمه الله، وسيرة ابنه فيصل ساعده الله...). انظر الوثيقة المرفقة مع المقال. وكان له دور في مراجعة النّسخ الأخرى من هذا التاريخ على نسخته الخاصة من تاريخ ابن بشر نفسه، فبالمقارنة وجدت أنّ ابن عيبان قد أضاف بخطه على الهوامش ما أسقطه النّسّاخ.
4ـ نقل بعض المسائل التي تتعلق بمنطقة سدير مما أفتى به الشيخ العلامة عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ قاضي الرياض وأحد أكابر علماء زمنه، ومن أهمها نقل مسألة تتعلق بالعدل وحقوق الخلق، وهي في النوائب التي يضعها الأمراء والنظراء ربما يقع فيها الجور وعدم المواساة، فمن ذلك تنويب المعسر الذي لا يقدر على وفاء جميع ما عليه من الدين...إلخ.
5ـ تملك عددا من الكتب منها تملكه لنسخة من تاريخ ابن بشر.
6ـ تولى الإمامة في مسجد القصر في الرياض، عند الامير عبدالله بن تركي بن عبدالله آل سعود، أخ الإمام فيصل بن تركي(9).
7ـ له ذكر في مراسلات العلماء فيما بينهم، من ذلك رسالة جوابية من قاضي الرياض الشيخ علي بن حسين ابن الشيخ (ت 1270هـ)، أرسلها للمؤرخ ابن بشر وقد فقد أولها، وهي مؤرخة سنة 1266هـ، ذكر فيها بعض أحوال طلاب العلم في جلاجل، وذكر فيها تبليغ السلام على بعض طلاب العلم منهم الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن عيبان، والشيخ عثمان بن عبيد، والشيخ عبدالعزيز بن مانع.
8ـ له مراسلات مع عدد من علماء زمنه، وهم يجيبونه على رسائله، فمن ذلك رسالة أرسلها للشيخ علي بن حسين آل الشيخ مضمونها تزكية الشيخ عبدالرحمن ابن عبيد وذكر فضل دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب، ورسالة أخرى للشيخ إبراهيم بن محمد العتيقي (ت 1315هـ)(10)، قاضي ومفتي سدير، عام 1289هـ، وجواب الشيخ عليه، وهي تخصّ سبل مسجد العود بالتويم، كذلك لابن عيبان مطالبات كثيرة في بلد التويم هو وابن عمّه الشيخ عثمان بن عبدالله بن عيبان(11) وخاصة فيما يتعلق بمحلة العود، كذلك له مراسلات مع رفيق دربه في العلم والأسفار الشيخ عثمان ابن بشر.
أعماله السياسية
1ـ قال الشيخ عثمان بن بشر في تاريخه ج2، ص235: (ثم دخلت السنة الثانية والستين بعد المائتين والألف، والإمام فيصل في أثناء مغزاه على ابن حثلين، ولما وصل إلى مجزّل كما ذكرت ركِبتُ إليه وسلمت عليه وأكرمني أحسن الله إليه، فحضرت مجتمعهم للدرس بعد صلاة العصر في صيوان الإمام، وكانوا يجتمعون كل يوم، ولم يكن يختلف عنه أحد من أعيان الغزو سوى أهل العمل، والجالس للتدريس الشيخ عبدالرحمن بن حسن، والقارئ عليه ابن عمه عبدالله بن حسن بن حسين في السياسة الشرعية لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية، وأمر الإمام متع الله به على عبدالعزيز بن عيبان يكون إماماً لأهل الناحيتين، أهل الوشم وسدير، ومذكراً لهم، فكان في مدة هذه الغزوة يذكرهم ويراوحهم بالمواعظ ويباكرهم، وله قراءة على الشيخ عبدالرحمن في تاريخ الإسلام والسيرة، وكان له معرفة في التفسير وحفظ بحيث لا يماثله غيره خصوصاً في تفسير الإمام المحدث ابن كثير، فإنه كان قد اعتنى به في صغره وقرأه مراراً، فكان مبلغاً واعظاً).
2ـ ويقول في حوادث سنة 1263هـ، ج2، ص238: (ثم دخلت السنة الثالثة والستون بعد المائتين والألف، وفي المحرم أرسل عبدالله بن رشيد رئيس الجبل إلى الإمام فيصل يطلب النصرة، وذلك أن بينه وبين عنزة محاربات قديمة، وأوقع بهم عدة وقائع وأخذ منهم أموالا من الخيل والإبل والغنم وغير ذلك، فسمع بهم ظهروا إلى نجد بعد ما كانوا في نقرة الشام مع رفاقهم، فجهز له الإمام فيصل من الرياض مائة وخمسين مطية عليها رجال من خدامه، وأمر على بلدان سدير بغزو يتحملون معهم، واستعمل في الجميع أميراً عبدالعزيز بن مشاري بن عياف أمير سدير، وأمر على الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن عيبان يركب معه إماماً للغزو).
3ـ وقال في حوادث 1265هـ عن خروج الإمام فيصل من الرياض، ج2، ص256: (واستخلف أخاه عبدالله(11) أميرا في الرياض، وأمر على الشيخ عبدالعزيز بن عيبان أن يكون عنده إماماً مذكرا، وكان ذا معرفة في التفسير والتذكير).
وقد كان الشيخ عبدالعزيز بن عيبان قد أقام فترة في الأحساء، تزوج خلالها من آل خليفة بنت محمد الخليفة، وانجبت له ابنه محمد المشهور بقراءته على المصابين بالمس، وله أبيات يقول فيها:
يا خال أشوف إني على الأهل ولهان
والكور ما عندي ذلول تشيلـه
امهيضه مزن تظـهر مسيان
فيه الرعد والبرق يوضي شعيله
كم دون أهلنا من جبال وضلعان
وتابه عنهم النجائب هزيله
وقد اطلعت على وثيقة كتبها الشيخ عبدالعزيز بن عيبان بخط يده يدلي فيها بشهادته عن بيع ذلول (جمل) لأحد أهالي نجد في سوق الأحساء، وأنه تم عرضه في السوق والمزايدة عليه عدة مرات، وبيع بثمن 14 ريالاً، وطالب المشتري بفسخ البيع وتخاصم مع البائع عند قاضي الأحساء الشيخ عبدالله الوهيبي، فتصالحا بإسقاط ريال، وقد كان حاضراً على البيع أمير جلاجل سويّد بن علي(12).
توفى الشيخ عبدالعزيز بن عيبان في نهاية القرن الثالث عشر الهجري، رحمه الله تعالى، ورحم ابنه محمد، رحمة واسعة وأسكنهما فسيح جناته.
الهوامش:
1) الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن عبيد إمام جامع جلاجل من سنة 1255هـ إلى وفاته سنة 1281هـ.
2) الشيخ علي بن جمعان إمام جامع بلد التويم عام 1240هـ ثم مؤذن في جامع جلاجل من عام 1241هـ إلى عام 1279هـ تقريباَ.
3) الشيخ محمد بن عيسى بن خريف من كتاب الوثائق في بلد جلاجل.
4) عبدالكريم بن زيد إمام مسجد سلما في جلاجل عام 1252هـ ومن كتاب الوثائق.
5) الشيخ العالم علي بن حسين بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب ولد في مدينة الدرعية في نهاية القرن الثالث عشر الهجري، تولى قضاء الدرعية أثناء غياب أعمامه زمن الإمام سعود وابنه عبدالله، ثم تولى قضاء الرياض في زمن الإمام تركي بن عبدالله، وبقي فيها حتى توفي عام 1270هـ.
6) الشيخ العلامة المجدد الثاني عبدالرحمن بن حسن ابن الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب، من أسرة آل الشيخ المعروفة ولد سنة 1193هـ تولى قضاء الدرعية قبل خرابها ثم تولى القضاء والافتاء والتدريس في الرياض توفي فيها عام 1285هـ.
7) الشيخ عبدالعزيز بن مانع بن شارخ إمام جامع بلد العطار في سدير من عام 1238هـ وحتى عام 1285هـ، وتوفى آخر القرن الثالث عشر الهجري.
8) الشيخ عثمان بن عبدالرحمن بن عيسى بن عبيد (ت 1290هـ) تولى الإمامة في أحد مساجد جلاجل، وراسله الشيخ علي بن حسين آل الشيخ عن الكتب العلمية وأن يشتري له بعض الكتب.
9) الأمير عبدالله بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، أمير الرياض، توفى في الأحساء سنة 1289هـ.
10) الشيخ محمد بن إبراهيم العتيقي قاضي بلدان سدير ولد في بلدة حرمه، وأخذ العلم على علماء المجمعة، ومن أشهر مشايخه الشيخ عثمان بن علي بن عيسى والشيخ عبدالعزيز بن عثمان بن عبدالجبار، تولى القضاء والإفتاء في ناحية سدير عام 1289هـ وتوفى عام 1315هـ رحمه الله.
11) الشيخ عثمان بن عبدالله بن عيبان من طلاب العلم وهو من جباة الزكاة في إقليم سدير، ومن كتاب الوثائق في الاقليم، وله ختم خاص به، ورأيت له وصية مؤرخة عام 1288هـ يوصي للشيخ محمد بن عبدالوهاب بأضحية.
12) وثيقة زودني بها الأستاذ الباحث عبدالله بن بسّام البسيمي.
المراجع:
1ـ وثائق سدير 2ـ وثائق العيبان 3ـ وثائق العبيد 4ـ عنون المجد في تاريخ نجد لابن بشر، حققه عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ الطبعة الرابعة 5- مقال مخطوطة قديمة من كتاب عنوان المجد، للشيخ حمد الجاسر، المجلة العربية، ذي القعدة 1418هـ، العدد (250)، ص100.
** **
- بقلم/ خالد بن برغش بن عثمان البرغش