مملكة تبحث عن مواطن الخير لتبذله في أرجاء المعمورة حتى عرفت بمملكة الإنسانية.. فكان لها أيد تقدس البذل والعطاء.....فكم لها من مواساة وكرم وتضميد للجراح ومساهمة في المصائب والنوازل والكربات.. فكانت حاضرة تمسح دمعة وتطعم جائعاً وتعلم جاهلاً وتبني وتعمر كل ما يخدم الإنسانية عطاء بلا منة وإلى جانب ذلك تتطوع بالحملات الصحية الخيرية العلاجية فهي مملكة للتطوع.
ثقافة التطوع والعمل التطوعي نهج خيري محمود وهو شعار انطلق ليكون نبراس سعودي رأه المواطن في مملكته وشاحاً جميلاً وعملاً نبيلاً.. فأصبح لدينا أصحاب همم عالية وسفراء للعمل التطوعي.. فكم تخالجك المشاعر والفرحة وأنت ترى فئات من شباب وشابات الوطن وهم يبادرون إلى الانخراط في أعمال تطوعية بكل همة عالية اجتماعياً أو صحياً.. فبعض الحملات التطوعية تكشف أن لدينا جينات (كريمة العطاء) ماركة سعودية مسجلة.
كم تكون سعيداً وأنت تقرأ أسماء لمجموعة من فرق البحث والإنقاذ في أرجاء الوطن تسهم في البحث عن المفقودين في الصحاري والتائهين في الرمال ولسان حالهم {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.
هذا العمل التطوعي هو ما يسهم في رسم البسمة على أهل المفقود ويعطيهم الأمل.. وهذا بالتعاون مع مديرية الدفاع المدني وتحت إشرافه.
إن التطوع باب واسع وكلٍ يدخله من زاوية خيرية فهناك تطوع بالفكر والمتابعة كحال لجان الأهالي بالمحافظات.. وهناك تطوع بالقلم والحرف.. وتطوع طبي لعلاج ضعاف المرضى والمحتاجين.. وهناك خدمات العمل الكشفي التي يقع جزء من برامجها تحت مظلة العمل التطوعي.. وكل من عمل على إسعاد الناس إنسانياً فهو مشارك تطوعاً وقد يكون ضمن جمعيات البر أو تحفيظ القرآن أو لجان التنمية وخاصة رؤساء مجالس الإدارة حتى إدارات الأندية تبقى تحت مظلة التطوع.. فهي جميعاً تتطلب جهداً وحضوراً وفكراً.. ناهيك أنها تسلب الوقت فللجميع نقول شكراً أنتم تسهمون (تطوعاً) في مسيرة الوطن.. فهنيئاً للوطن بكم.
وجميل أن يخضع العمل التطوعي للدراسة وأن تكون نقاط قوة تضاف إلى رصيد المتطوع وتدخل في مجال المفاضلة للترشيح بما يتناسب ونوعية الجهد والعمل والفترة التطوعية.. حتى تنتشر ثقافة التطوع اجتماعياً.. ويكون لها إدارة خاصة بكل منطقة وفروع بالمحافظات تشرف وتتابع وتدعم كل مبادرات التطوع الخيرية.. وتبقى بلدي السعودية مملكة التطوع ومنارة له وقدوة إقليمية ودولية.