هناك الكثير من المشاكل التي تعج بها الأرض مثل تلوث البيئة وتلوث غذاء الإنسان وحوادث السيارات والطائرات والقطارات والجرائم المختلفة وهي في تزايد مستمر على نحو مهدد للحياة البشرية المستقبلية، التي تأخذ نصيباً كبيراً في تغذية الإعلام بأخبارها المنوعة، وتكاد تطغى عليه في وقتنا الحاضر، هذه المشاكل هي بطبيعة الحال هي من صنع البشر أنفسهم، تعطي نظرة سلبية عن الواقع الذي نعيش فيه وكذلك المستقبل، من خلال آراء الخبراء والمتخصصين، ولكن مع تفاقم تلك المشاكل وتعاظمها ألا يوجد ناحية إيجابية، بلى.. يوجد هناك تفاؤل ونظرة إيجابية للمستقبل، ولكن هذا يعتمد على تفكير المجتمعات وتعاملها مع هذه المشاكل والحد من أخطارها، عن طريق رفع الوعي بالتثقيف العام وكذلك الحث على تشجيع الأبحاث والدراسات الموسعة وتقديم الدعم المالي بسخاء للعلماء الذين يهتمون بهذا الجانب تحديداً.
إن نشر الوعي بهذه المشاكل عن طريق الإعلام يكون أحياناً مقيداً من قبل شركات ذات كسب مادي عالي الدخل، ولها نفوذ وسطوة في السوق لهذا تتجه أحياناً إلى تحريف وتزييف الحقائق من أجل عدم فقدان الكسب المادي وهناك الكثير من الشركات التي تسير في هذا الجانب بحكم سيطرتها على السوق التي تجني بعض منها أرباحاً ضخمة، وبعض من هذه الشركات لها مساهمات في نواح مختلفة داخل بلدانها وخارجها ولكنها تبقى مساهمات ضئيلة مقارنة بحجم الدخل الهائل، تعتمد هذه الشركات في زيادة الدخل على الإعلان التجاري الذي نراه عبر الإعلام متعدد الوسائل في واقعنا الحالي الذي اتسع نطاقه بشكل كبير، نلاحظ أن هذا الإعلان التجاري يدفع له مبالغ خيالية أحياناً، الذي يأتي على حساب إما البيئة أو المستهلك، من حيث الأثر السلبي أو التدميري، وسوف أضرب مثالاً واحداً فقط على تكلفة الإعلان من خلال إحدى المحطات الأمريكية التي تقوم بنقل منافسات مباريات كرة السلة الأمريكية، إن دقيقة واحدة من الإعلان التجاري قيمته أثناء المباريات يقدر بمليون دولار، نحن ندرك مدى أهمية الإعلان في الناحية التجارية، ولكن لماذا هذا الجود والسخاء المفرط غير المتحفظ الذي يكون أحياناً مبالغاً فيه ويقتصر على الإعلان التجاري، بينما المحافظة على البيئة أو الالتزام بالمعايير السليمة التي لا تضر المستهلك تكون ضعيفة الدعم والتمويل بل إنها مفقودة عند بعض الشركات، والأمرّ من ذلك هو لجم أو إسكات كل عالم أو مختص يسعى إلى توضيح الأخطار أو الآثار السلبية لطبيعة إنتاج ما تقوم به هذه الشركات على البيئة والمستهلك، التي هي مشاكل مغيبة عن وسائل الإعلام بقصد الذي يخاف أن يفقد الربح المادي.
** **
abdllh_800@hotmail.com