سليمان الجعيلان
في (04 سبتمبر 2020) وبعد انتهاء مباراة الاتحاد والنصر في الجولة الـ 29 من مسابقة كأس دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين ظهرت وانتشرت أنباء مؤكدة عن قيام المشرف السابق بنادي النصر عبد الرحمن الحلافي بالتفاوض مع الثنائي الاتحادي فهد المولد وفواز القرني، والتي على أثرها رفعت إدارة نادي الاتحاد شكوى رسمية للاتحاد السعودي تتهم فيها إدارة نادي النصر بمفاوضة لاعبي الاتحاد وعقودهم سارية، ليس هذا فحسب بل وظهر رئيس الاتحاد السعودي ياسر المسحل عبر برنامج فضائي في (30 سبتمبر 2020) وأكد أن شكوى نادي الاتحاد على نادي النصر تم تحويلها للجنة الاحتراف بحكم الاختصاص لدراستها قبل البت فيها، وأن القرار سيصدر قريباً وسيتم الإعلان عنه بكل شفافية للرأي العام.
لكن ما حدث أن القضية تم حفظها بحجة أن الناديين قد أصدرا بيانات إعلامية وتصالحا دون أدنى احترام أو اعتبار للوائح والأنظمة والتي تحرم وتجرم تفاوض أو تحريض اللاعبين السارية عقودهم على الإخلال بعقودهم مع أنديتهم، كما نصت عليه المادة رقم (64) في لائحة الاحتراف وأوضاع اللاعبين وانتقالاتهم !!..
تذكرت واسترجعت هذه القضية وهذا الحادثة بعد أن قرأت واستمعت لحديث رئيس نادي الشباب خالد البلطان الثلاثاء الماضي وهو يطالب ويناشد الاتحاد السعودي ممثلاً بلجانه القضائية بأن يكون حازماً وصارماً مع تجاوزات بعض الأندية في التفاوض مع اللاعبين قبل دخولهم الفترة الحرة، وبعد أن أكد خالد البلطان أن قضية توقيع اللاعب محمد كنو مع النصر واللاعب احمد شراحيلي مع الاتحاد فيها الكثير من التجاوزات الصريحة ومن السهل إثباتها، وبعد أن قال إن ثقته في الاتحاد السعودي بدأت تهتز فدعوت وتمنيت أن يكون تصريح وحديث خالد البلطان هو اللبنة الأولى لإيقاف هذا الانفلات في النظام، والذي للأسف أصبح يجد مباركة وتأييدا من الاتحاد السعودي، وما إغلاق قضية شكوى إدارة الاتحاد على إدارة النصر دون عقوبات أو قرارات إلا دليل وإثبات على تردد الاتحاد السعودي في مواجهة ومجابهة تجاوزات بعض الأندية، وهو ما دفع بعض الأندية للتمادي في التجاوزات، وهو كذلك ما استفز رئيس نادي الشباب خالد البلطان ليظهر ويتحدث بكل شجاعة وصراحة عن هذه الممارسات التي يعلمها الوسط الرياضي والجمهور السعودي وتعاني منها بعض الأندية وتتجاهلها اللجان القضائية !!.
على كل حال أعتقد أنه آن الأوان أن يدرك الاتحاد السعودي ولجانه القضائية ويفهم أن الجميع قد ملَّ وسئم من هذا الانفلات وهذه المجاملات لبعض الأندية، وان على الاتحاد السعودي ولجانه أن ينطلقوا من حديث خالد البلطان لرسم خارطة طريق تعيد للوائح والأنظمة هيبتها وقوتها من خلال تطبيقها وتنفيذها على الجميع بصرامة وشدة، وليس بأيادٍ مرتعشة كما يحدث في قضايا بعض الأندية؛ حتى يستعيد الاتحاد السعودي ثقة الجميع وليس ثقة خالد البلطان وحده !!.