فوزية الشهري
دولة اليابان تعد من أقوى الدول المتقدمة في العالم التي جعلت التنمية المستدامة لمواردها المتاحة هدفا رئيسا لها، وثبت بالدراسات أنها تأخذ بعين الاعتبار الجانب البيئي والموروث الثقافي والاهتمام بالتكنولوجيا وتنمية المواهب الشابة والعناية بها لذلك حققت النتائج المبهرة وأصبحت أنموذجا يحتذى به.
واليابان تعتبر دولة صديقة للبيئة حيث استطاعت التغلب على مشاكل التلوث في الخمسينات والستينات وكذلك الازمات النفطية التي وقعت فيها في السبعينات واستطاعت اليابان في السنوات الأخيرة أن تخطو خطوات كبيرة في تطوير التكنولوجيا الصديقة للبيئة وحققت التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.
ومن أجل الحفاظ على البيئة فقد اهتمت اليابان بالطاقة المتجددة وأصبحت مصادر الطاقة المتجددة تنتشر بسرعة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية وطاقة الكتلة الحيوية ومن أفضل محطات الطاقة الشمسية في البلاد محطتا الطاقة الشمسية العملاقتان اللتان دشنتا عام 2011 في مدينة كاواساكي بمحافظة كانا غاوا.
ومن الملاحظ أن مستقبل الطاقة الحرارية الارضية واعد في اليابان وهو أحد مصادر الطاقة المتجددة، وذلك لان اليابان تعتبر أحد أكثر دول العالم نشاطا بركانيا وبدأت باستغلاله بشكل جدي من عام 1966. وقد حققت اليابان أعلى معدل كفاءة في استخدام الطاقة في العالم ويلاحظ أن حجم الاقتصاد الياباني ينمو بشكل كبير ويتضاعف ولكن مع ذلك لم يطرأ إي تغيير في استهلاكها للطاقة.
وتهتم اليابان بقطاع النقل وإيجاد الحلول المناسبة لاستدامة البيئة والحفاظ عليها وتدعم البحوث وصناعة السيارات البيئية وكذلك يتم العمل بوتيرة متسارعة لتطوير المزيد من الأجهزة المنزلية الموفرة للطاقة.
ويتضح عظيم اهتمامها بالبيئة من خلال إدارتها للنفايات والتخلص منها حيث وضعت الانظمة المنظمة لذلك وتصنيف النفايات لقابلة للحرق وغير القابلة ونفايات قابلة للتدوير من قبل السكان وتعدت ذلك باستغلال الطاقة الحرارية المتولدة في المحرقة لتوليد الطاقة والحرارة، كما أنها أصدرت قانونا يلزم بإعادة تدوير الالكترونيات القديمة.
أما في مجال بناء المدن البيئية فقد اختارت اليابان 11 منطقة سيتم فيها معالجة المشاكل البيئية وتعزيز الوقاية من الكوارث والتعامل مع التحديات الناجمة عن شيخوخة المجتمع وسيتم بناء كل هذه المناطق بمراعاة التدابير البيئية واستخدام مصادر الطاقة المتجددة والشبكات الذكية وغير ذلك من المبادرات.
التعاون السعودي الياباني في مجال البيئة بوجهة نظري سيكون تعاونا نافعا ومثمرا فالسعودية تقود العالم نحو الحقبة الخضراء القادمة بكل قوة ومبادرات نوعية للحفاظ على البيئة واستدامتها واليابان من الدول المتقدمة في هذا المجال وسنرى بإذن الله ثمار هذا التعاون مشاريع بيئية جبارة ومبادرات نوعية.
الزبدة:
إن القيام بأفضل ما لديك في هذه اللحظة يضعك في أفضل مكان في اللحظة التالية.
«أوبرا وينفري»