صبغة الحناء الأسود
• هل صبغة الحناء الأسود جائزة للرجال، وكذلك النساء؟
* إذا كان حناء فليس بأسود خالص، أما إذا كان أسودَ ويسميه الناس حناء فليس بحناء، فقد يكون من الكتم وقد يكون من الصبغة السوداء، فلا يجوز حينئذٍ إذا كان أسودَ خالصًا أن يُصبَغ به؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- لما جيء بأبي قحافة -رضي الله عنه- ورأسه أبيض كالثَّغَامة قال: «غيروا هذا بشيء، واجتنبوا السواد» [مسلم: 2102]، فالمطلوب التغيير، والسواد لا يجوز، وإذا خُلط الحناء بالكتم صار اللون بنيًّا غامقًا وليس بأسود، وبهذا كانت صبغة أبي بكر -رضي الله عنه-، وكان عمر -رضي الله عنه- يصبغ بالحناء الصِّرف، والله المستعان.
* * *
تبديل فرش المسجد كاملًا مع سلامة ثلثيه من التلف
• استُهلك الجزء الأخير من فرشِ المسجد، فأصبح بحاجة إلى تغيير، أما الثلثان اللذان في الأمام فهما بحالةٍ جيدة بسبب عدم استخدام تلك الجهة، فهل لفاعل الخير استبدال جميع الفرش أو ليس له إلا تبديل الجزء المُستَهلك؟
- الأصل ألا يُبدَّل ولا يُغيَّر إلا ما يحتاج إلى تغيير، أما الصالح للاستعمال فلا يجوز تغييره؛ لأنه إسراف وتبذير وبذل للمال في غير موضعه، وأيضًا هذا المال وقف لا يجوز التصرف فيه من غير حاجة، فلا يُبدَّل إلا المُستهلَك، وأما الصالح للاستعمال فيَستمر استعمالُه حتى يُستهلك، بحيث لا يصلح للاستعمال.
* * *
إلقاء خطبة الجمعة باللغة العربية ثم ترجمتها للحاضرين بلغتهم
• في بلادنا في إفريقيَّة يخطبون الجمعة باللغة العربية، ثم يترجمونها للحاضرين بلغتهم؛ لكي يفهموا الخطبة، فهل هذا الفعل جائز؟
- لاشك أن هذا جمْعٌ بين قول مَن يقول: إن الخطبة لا تصح إلا بالعربية، وبين إفادة الناس الحاضرين؛ لأنه ليس مِن المعقول أن يُخطَب على أُناس لا يفهمون شيئًا، فالجمع بين الحسنيين أن يَخطب ويؤدي الواجب بالعربية، ثم بعد ذلك يترجم ذلك لمن حضر؛ ليستفيدوا، والله أعلم.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-