عبدالله عبدالرحمن الغيهب
العنوان شطر من بيت يقول ما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال طبعاً الشاعر غير معروف لكن البيت يحمل الكثير من التوكل والمواساة لمن آلمهم التعب وأضناهم الركض في مضامير الحياة الإنسان بطبعه خلق في كبد ولذا سيجد أمامه أبواباً تحتاج الكثير من الجهد ليلج من خلالها، الحياة ليست سهلة فهي تحتاج مجاهدة وسعياً وصبراً ومصابرة والناس يولدون وأجسامهم متجردة أو قل مجردة سوى من لحم وعظم نعم ينزل للدنيا لا مال ولا لباس ولا جاه ولا كلام غير حنجرة تصدر بكاءً وتطلب غذاءً وهكذا يوماً بعد يوم يكبر الإنسان وينزل إلى ميادين الحياة يسعى ويكدح ليبني نفسه ويبني أسرة ويظل الطريق أمامه طويلاً وشاقاً، فيه الكثير من الشجر والحجر ولكن بالكفاح والتوكل لا محالة سيصل إلى الهدف وقبل هذا سيمر بمحطات قد يتخطاها وقد تحد من تقدمه وهنا يحتاج إلى التزود بشحنة من الأمل والتفاؤل، فالتوقف هنا نعني به إعادة التفكير وترتيب الأوراق لمعاودة السعي وليس التسليم والتقاعس بحجة التسليم بالواقع ولنا في المخترعين ورجال المال عبرة فقد أمضى أديسون عدة محاولات وتجارب إلى أن وصل إلى اختراع مصباحه الذي لا يزال يضيء للناس منازلهم وطرقاتهم بل وحياتهم المنزلية والمكتبية وسائر متطلباتهم الضرورية والترفيهية إنها العصامية التي تحقق النجاح وتعلو فوق القمم دون كلل أو ملل، نعم ما بين ضعف وقوة أو قل ما بين طرفة عين وانتباهتها يحصل الكثير من التغيير بقدرة الله والأمثال كثيرة فمن منا لا يعرف نشأة رجال المال في المملكة ولست بحاجة إلى إيراد الأسماء كانت بداياتهم بسيطة تجده وسط السوق يفترش سجادة متواضعة يدير عملية الصرافة ومنهم البناء وبائع الحبوب في دكان لا يتجاوز بضعة أمتار والآن يشار إليهم بالبنان كأحد أغنياء العالم، إنه الصبر والمثابرة وعدم التسليم بالفشل واليوم نرى الكثير من شبابنا يسجلون نجاحات في مجال الأعمال الخاصة والفرص كثيرة لكنها تحتاج إلى بذل المزيد من الطموح ومزيد من الجهد خاصة مع القفزة المباركة التي ترعاها الدولة برؤية 2030 أعلم أن الأمر ليس بالهين ولكن بعزيمة الشباب ودعم الصناديق الحكومية نصل بإذن الله إلى تحقيق كل الآمال، ولإخواننا ممن يقفون بعد التخرج من الجامعات في انتظار وظيفة قد تأتي وقد لا تحصل نقول الفرص كثيرة ومهيأة فلا تقاعسوا أو تترددوا فما بين طرفة عين وانتباهتها يغيّر الله من حال إلى حال.