أيها الأصفياء، كُفُّوا غمامًا
جارفَ الوَدْق، مُزنُه مألوف
فغوادي سخائكم هاطلاتٌ
سيلُها عارمٌ، وركني ضعيف
أنا شَنٌّ، واهي الجناح، مهيضٌ
لا شراعي -ولا القلوع- تَنيف
سئمتني زوارقي وسفيني
جانحات يؤودها التجديف
رحمةً أيُّها الشموس، فحسبي
أنكم واحتي، وظلي الوريف
أنتم مِعزفي، ولحن بِياني
ومِدادي، وريشتي، والحروف
أنتم عُزوتي، وأنتم قبيلي
وفخاري؛ تليده والطريف
أنتم عُدتي، وأنتم سلاحي
والمتاريس، والمُدى، والسيوف
من جبال الحجاز لُحمة جلدي
وسداه، ولونه، والرفيف
وعلى رملة القصيم أفاقت
أغنياتي، وفي الرياض، الرزيف
ووعت نخلة المبرَّز حبوي
ذات فجرٍ، ولثغتي الهَفُّوف
* * *
نهنهوا فضلكم، فقد كاد ركني
يتهاوى، ومنكبي، والوظيف
كدت أنسى دمي فأحسب أني
ذلك الفارع المنيف، المنيف
وأنا في المدار أعجزُ فَدْم
قاصر الحبْو، ريشُه منتوف
ما أنا في مداه إلا المصلي
والمولِّي، إذا استطال الوجيف
أنا، لولاكمو، بقايا سخامٍ
وفتاتٌ مهشَّمٌ منزوف
رفعتني أكفُّكم للثريا
فهفا في السماء ريشٌ وصوف
فانزلوني عن الأكف لأبقى
في مكاني، وتستريحَ الكفوف
كيف أجزيكم على الفضل فضلاً
ووفاضي -كما الهباء- خفيف
أنا واللهِ! ليس لي غيرُ قلبٍ
فرشته -على البلاد- القطيف
شرفني الأستاذان إبراهيم التركي، رأس تحرير الجزيرة الثقافية، ومحمد الهلال رسولها الأمين؛ بأن خصصا لي ملف عدد المجلة المرقم (707)، فاشتمل على كلمات وقصائد لذوي قامات كبيرة شامخة: جاسم الصحيح، خليل الفزيع، محمد الجلواح، عبدالله الرستم، محمد القشعمي، عبدالرحيم الأحمدي، يوسف الحسن، عبدالله العبدالمحسن، الدكتور حسن البريكي، ناجي الحرز، صالح الصويان، عبدالله الحركان، هؤلاء الأساتذة جلهم صديق عمر:
فمنهم صديق لي لطيف، وصاحب، ومنهم منار أنتحيه بظلمتي، وبعضهم لم يسعدني الحظ بصحبته، لكن سعدت بلقائه، فشهاداتهم لا أقول داحضة، ولكن يفوح منها عبقُ نكران الذات، والمحاباة، فهم يعلمون أن رصيدي، بقطع النظر عما فيه من قصور وتقصير، لا يقاس ولا حتى بالأقل من أرصدتهم، أدبًا، وبحثًا، ودراسة.
تنويه:
أخي الأستاذ صالح إبراهيم الصويان، نسب لي كتابة افتتاحية مجلة الواحة، والحقيقة أن من يكتبها هو رئيس التحرير الأستاذ محمد باقر النمر.
لهذه الصفوة جميعًا خالص شكري، وفائق امتناني.
** **
- عدنان السيد محمد العوامي