عبدالمحسن بن علي المطلق
نَضح من قلب محب..
يقرأ أحدكم حول رأي أو تعليق.. متبوعاً بجملة (هذه من كيسي)، ويقصد بها من اجتهادي، أو زيادة على النص الذي نقله..
وهذه لا بدّ منها، تسمّى اليوم حقوق الكاتب -أي أنت-، فيما الأصل بها ألا يُتهم
الناقل بالتدليس، بل وبُعدا عما هو أدنى، أن يختلط على المتلقي الكلام المنقول ورأي ناقله..
والوجه الآخر المتمم لهذه الجملة (.. من كيسي) هي:
«الأمانة» العلمية حال التنقل، والتي تحتّم ذكر من نقلت عنه، ونسبه لصاحبه
وفي هذه -الأخيرة- منقبتان، الأولى هي لك، فإن كان ما نقلته فيه خطأ فالخطأ يُعاد به لمن نقلت عنه، فلا يتبعك ملام إلا أنك لم تتمحّص (منهج) أو أهلية من نقلت عنه..
والمنقبة الأخرى أنك أمين، فلا تنسب لنفسك هذا الرأي، أو ربما يُفهم منك حال تركك هذا النسب!، فمن حديث رادع، عن النبي? قال: (من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام) متفق عليه، وهي-بالمناسبة- يطلق عليها عند ذي الشأن «إحالة»، فتكون حين تأخذ آراء غيرك، فتعمد إلى كتابتها تعمداً دون أن تذكر أصحابها تعمداً.. بأعينهم (ولو وقع منك بلا قصد) مجرد إهمال مثلاً، لا عن سابق إصرار.. بين فكّي فريقين..
الأوّل يسيء بك ظناً، والآخر يحاول التماس المعاذير لك، وبالتأكيد الحصيف سيردد:
أنا بالله منهما مستجير
وتذكّر آية ممن (..يُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا) «188، آل عمران».