في صباح اليوم السابع وما يليه..
وبعد ما فرغ الإله من صنائعه.. واستراح..
في اليوم الثامن.. كنتِ أنتِ ربيع اليوم..
وسادنة غده المدمى.. حتى الأبدية..
في التاسع.. كنتِ أنتِ.. شئتِ.. وقلتِ فليكن هناك حب..
فنبت أنا في جوارك..
في اليوم العاشر.. نبت في جوارك.. ومست يديك قلبي..
في الحادي عشر منك.. كنت البشارة في وحشة هذا العالم..
فخرجت أبشر العالم بك.. وأصطفيك..
وأنتِ التي كل ما سألني أحد عن معجزاتك..
أشهر الهلاك اللذيذ في ابتسامتك..
وضجيج الرحمة في قارعة عينيك..
في اليوم الثاني عشر.. كنتِ حارسة أحلام كل العشاق..
وعظمة غدنا..
كنتِ موتنا المؤزر.. ورغبتنا العارمة في الحياة..
كنت نصلاً نشحذ بنرجسه الرماح لتمضي في قلوبنا..
كنت أغانينا.. وملاحم أجدادنا..
كنت وطننا ومنفانا.. وغربتنا ونذورنا..
في اليوم الثالث عشر من ملهاة هذا العالم..
كنت نبية بتاج شوك وإكليل..
وكانت أجسادنا خشب صليبك..
وصمتك شتاءنا القارس..
في الرابع عشر.. كنتِ نهراً من خطايا..
وكان دمك نذراً للمذبح..
في الخامس عشر منك..
كنت خلاصنا.. وحنطة وطننا المهدد بالمجاعة..
وجثة نواحنا ولصوصنا وهالات قديسينا..
في اليوم الأخير..كنتِ اشيائنا الملقاة في نهر دموع..
كنتِ فرحنا المعلق فوق رمح ظلالك العمياء..
كنتِ نجمة مدماة.. في مدار السماء..
كنتِ حيلة الجناة..
وكان طقس موتنا.. حبك..
كنت ذنبنا المتعجل..
وهلاكنا.. صنيعتك..
كان الغد ثأرنا الذي يحمل آثار هزيمتك..
وماضينا حاضرك..
كان عَودكِ مضرجاً بالحسرة..
ومجيئك رأسٌ جاثٍ..
وساق مدماة..
كنت اللاشيء.. بعد أن كنت الكأس الممتلئة..
كنت الطير الذي يقف على غصن روحي..
ثم أصبحتِ الطريدة التي اصطفتها فخاخ القدر..
ولم يذعرك الحتف.. ولا الصائد..
كنتُ الواقف على باب المتاهة..
كنتُ الظمأ في إشراقة النبع..
كنتُ المدعو في عزائي.. والضيف في ولائم ندمي..
لكني نجوت.. من قطيع العائدين من حسرتهم..
وسأعيش طويلاً.. حتى بعد أن أموت..
فيما تشقين طريقك في النسيان..
بعينين تلمعان من فرط الهزيمة..
** **
- د. أسعد بن ناصر الحسين