كيف نشذو والزَّهرُ ينكرُ عطرَهْ
والمنايا حكايةٌ مستمِرَّةْ
والأماني تموتُ في المَهْدِ تترى
واعتزازُ الورى يُعدُّون قبرَهْ؟!
من زمانٍ والعيشُ يهنأُ زيفاً
بخُطى خاسرٍ يوزِّعُ شرَّهْ
لم يعدْ خافياً إلامَ.. إلاما
وهوَ ماضٍ تجَهُّماً ومضرَّةْ؟
يمتطي صهوةَ الغرورِ غباءً
لم يجدْ رادعاً فضاعفَ غدرَهْ
هو طاغٍ يسيرُ في دربِ طاغٍ
بهما البلْهُ حسرةٌ بعد حسرةْ
يحسبون الحياةَ فتكاً وبطشاً
وسواهمْ لا يملكُ الصَّدَ قُدْرةْ
وهْمُهُمْ صاغَ شرَّهمْ فهواهمْ
ما حَسَا من مناهلِ الخيرِ قطرةْ
فتمادى خسرانُهم لم يُبالوا
رغمَ ما يخسرون في كلِّ مَرَّةْ
باطلٌ شاءهمْ كما شاءَ وزْراً
أنْ يضلَّ الضياءُ فيهمْ مَقرَّهْ
حقْدُ ماضٍ ولا سوى حقْدِ ماضٍ
عادَ مُستشرياً جموحاً وفِكْرةْ
رام ما كانَ حين لاحظَ بُعْداً
عنْ مسارٍ يُعزِّ من شاءَ إمْرَهْ
لحياةٍ يريدُ سَحْقَ حياةٍ
كي ينالَ الحياةَ من ضَمَّ كُفْرَهْ
خان من يمنحُ المُعادين جزءاً
لو صفا إنِّما يضاعفُ مَكْرَهْ
شوَّهَ الضدُّ ما تجزَّأ كيما
بهما فرَّهُ يساندُ كَرَّهْ
كيف يصفو من خانَ مأوي لِمأوى؟
حاد جوراً فعكَّرَ الشرُّ نهْرَهْ
خاب لو يملاُ النَّهارُ قلوباً
لم تحدْ عن قرارِه قيدَ شعرةْ
خاب لو يبعثُ المُغَرَّرَ حِسٌّ
ماتَ كي تشهدَ البراءةُ ختْرَهْ
لم يهن من مشى اعتصاماً بحبٍّ
في سواءٍ، لم يغفلِ السِّيرَ خِبْرةْ
مُخْجلٌ أن يُرى الضَّياءُ فيسعى
في دجىً من يريدُ سعْداً ونُصْرةْ!
يا إلهي نرجوك عفواً وستراً
فدنانا [تبيع] [صفراً] بعَشْرةْ!
** **
- منصور دماس مذكور