تلك الوجوهُ الناشزاتُ كأنـما
هي حولَ مِيلافي كمائنُ أو رَصَدْ
تمشي كما يمشي ارتيابٌ لليقين..
رأى طلائعَه فأجهشَ وارتعدْ
***
ما أبخلَ الغيمَ الذي ينتابُ حقلَك..
ثم يمضي! لا أغاث ولا رَعَدْ!
ما أسخفَ الأفُقَ الذي يدعو عيونَك..
للوصالِ! وكلما اقترب ابتعدْ!
ما أَلْامَ البحرَ الذي وعَدَ السفينةَ..
بالحياةِ! وحين أبـحرتِ استبدْ!
كانت تُشاربُ عاشقيها بـهجةً
وإذا بها يقتصُّ مصرعَها الزبَدْ!
فمن الذي يبكي على العُمُرِ الذي
ولّى؟ ومن يرثي الرمادَ إذا خمدْ؟
لن أُنْبِهَ الفحوى، فأبْأسُ لحظةٍ
أن توقظ الوجعَ الزنيمَ إذا رقدْ
***
مهلًا، كأنك لم تَرَ المعنى الذي
خاض الحروفَ ليستقرّ فما وجدْ!
قل لي إذن طعمَ الحياةِ إذا غدت
بيضاءَ رهوًا، لا حنينَ ولا كَبَدْ؟
***
أطْلَلْتُ في بئرِ السؤالِ
وشَحّ ماءُ جوابه..
هل للخُواءِ فـمٌ ويَدْ؟
ما أوحش الدربَ الذي تدري بأن..
خطاك فيهِ لا تؤولُ إلى أحدْ!
** **
- د.عبدالله بن سُلَيم الرُّشَيد