نشرتُ سابقا سلسلة مقالات بعنوان «نرجسية اللغة – محمود شاكر أنموذجا»، تحدثت فيها عما سميته «نرجسية الإغراب» حين تولِّد أفانين من العبث اللغوي والمنهجي في تحقيق نصوص التراث خاصة، مطبِّقًا ذلك على ما زعمه استدراكات على اللغويين سجلها في حواشي «طبقات فحول الشعراء» لابن سلام، واستكمل في هذه السلسلة ما تبقى من الموضوع ناظرا إليه من وِجْهة الفنتازيا، وذلك حين يضع قارئ النص على عينه عدسة مركبة من حقيقة وخيال، فلا يكون تحليل النص التراثي وشرحه كما يجب أن يكون تناولُ أيّ وثيقة تاريخية علمًا وتحقيقا، بل يصبح مزيجا من حقائق وأباطيل، وقائع وخيالات، منهج وفوضى، تلك هي فنتازيا التحقيق!
(8)
روى ابن سلام (1 /142) لعَدِيّ العِباديّ:
«لَمْ أَرَ مثلَ الفتيانِ في غُبَّرِ الأيامِ يَنسون ما عواقبُها
علق محمود شاكر: «يُروى أيضاً: «في غَبَن»،وهو ضعف الرأي والنسيان والغفلة،يقال: غبن الشيء وغبِنَ فيه:نسيه وأغفله وضيّعه،وغبن الأيام ما يُنسيهم ما هم فيه من مُرّ الأيام وصروف الدهر آخِرَةَ الحياة.وفسره أبو الفرج في الأغاني فقال:الأيام تغبن الناس فتخدعهم وتختلهم مثل الغبن في البيع».
أقول: يقصد أن تفسير الأصفهاني استدراك على كتب اللغة،وليس كما زعم؛ففي اللسان: «الغبن في البيع والشراء:الوكْس، غَبَنَه يغبنه غَبْنًا أي خَدَعَه.. ونَظَرَ الحَسَنُ إلى رجل غَبَنَ آخرَ في بيعٍ فقال: إنّ هذا يغبن عقلَك،أي ينقصه»،فقد نصوا على معنى الخديعة،ولكنّ الظاهريّة تعْمِي؛ فراح يبحث في المعاجم عن عبارة «غبن الأيام» بحروفها،فلما لمْ يجدها ظن تفسير الأصفهاني استدراكا على أهل اللغة ! وسَبَقَ لظاهريته هذه نظائر.
وحَكى ابن سلام( 2/694)أنّ خالدًا القَسْرِيَّ قال للأُقَيْشِر التميمي: «أيُّ الناسِ أسْرَعُ بَدِيهًا؟».
علق شاكر : «البَدِيهُ كالبَدِيهَة، وهو القدرة على ارتجال القول عند المفاجأة. والبَدِيهُ خَلَتْ منه كتب اللغة،ولكنه كثير في كلام القدماء البلغاء، قال المتنبي:
أتُنْكِرُ ما نطَقْتُ به بَدِيهًا
وليس بمُنْكَرٍ سَبْقُ الجوادِ
أقول:إذا خلت منه كتب اللغة وليس له شاهد صحيح فالغالب أنه مولّد،ولا يَصلح لفظٌ في حكاية شاهدًا لاستدراكٍ على اللغويين! فكيف والغالب في الحكايات التصرّفُ والرواية على المعنى، خلافًا للشعر والأمثال ونحو ذلك مما الأصلُ فيه الحِفاظ على اللفظ؟ فكيف واللفظ محكيٌّ عن رجل معروف بكثرة اللحن،وهو خالد القَسْرِيّ؟! فكيف والمخطوطة كثيرة الخطأ والتصحيف؟! كل هذا لا يعني للمحقق شيئا يوجِب التوقفَ عنده تثبُّتًا وكَسْرًا من شهوة الاستدراك والإغراب، بل يزيد فوق كل ذلك خَلْطَه بين مراحل العربية، فيجعل كلام المتنبي شاهدا كغيره من شواهد العربية الجاهلية والإسلامية! ولو صح هذا لكان ينبغي الاستشهاد بكل ما ورد في شعر المتنبي من ألفاظ واستعمالات مولّدة لم تكن في صدر العربية، ولَكان أبو تمام أولى بهذا من المتنبي، ثم لجاز مثل هذا في شعرِ كل فصيحٍ إلى عصرنا هذا، فلا فرق، وهذا تخليط ليس من العلم في شيء،ولا يصح إلا في معجم تاريخي،أمّا استدراكُ لفظ من مرحلة لاحقة على معاجم وُضِعَتْ لمرحلة سابقة فهذه غفلة عن مقاصد العلوم،مع أنها تكررت من المحقق، فهل تُسمَّى غفلة أو شيئاً آخر؟! وأيًّا ما كان الأمر فهو - كآخرين مثله - لم يدرك مَقْصَد المَرْحلِيَّة في المعاجم المتقدمة، فأصبح يجمع كلَّ لفظ يجده،في مرحلة لاحقة،شعرًا أو نثرًا،مما يراه فصيحاً، في مخطوطة متقنة أو ضعيفة (لا فرق!)، فيضمه إلى قائمة المستدرَكات!
فإن قيل هنا بالإبدال لِما ثبت من قولهم: «البَدِيء» بمعنى المبتدَأ والأول، و«بادِئُ الرأيِ أولُه وابتداؤه، وعند أهل التحقيق من الأوائل:ما أُدْرِكَ قبل إنعام النظر»، وقال ابن سيده: «أرى الهاء في جميع ذلك بدلاً من الهمزة»(اللسان)؛ قيل يمكن هذا،ولكن بعد أن يَثْبُت لفظُ «البَدِيه» أولًا، فالتخريج فَرْعُ الثبوت. أعني الثبوتَ المخصوصَ (المَرْحَلِيّ) لا الثبوت العام على طريقة المخلِّطين.
وروى ابن سلام (1 /106) لكعب بن زهير:
ألا أَبْلِغا هذا المُعَرِّضَ آيةً
أيَقْظانَ قال القولَ إذْ قال أو حَلَمْ
فعلق شاكر: «قد جاء الطبري بهذا البيت شاهدا على أن «الآية»: القِصّة، وأنّ كعبا عنى بقوله»آية»: رسالة مني وخَبَرا عني،.والآية بمعنى الرسالة لم تذكره كتب اللغة، ولكن شواهده لا تُعَدّ كثرةً، ومن ذلك قول حَجْل بن نَضْلَة:
أَبْلِغْ معاويةَ المُمَزَّقَ آيةً
عنِّيْ فلستُ كبعضِ ما يَتَقَوَّلُ
وقول أبي العيال الهذلي:
أبْلِغْ معاويةَ بنَ صخرٍ آيةً
يَهْوِي إليكَ بها البريدُ الأعْجلُ
وهذا تفسير واضح في الشعر،وأوضح منه قول القائل:
أتَتْني آيةٌ من أمّ عمروٍ
فكِدْتُ أغَصُّ بالماء القَراحِ
فما أنسى رسالتها ولكن
ذليلٌ مَنْ ينوءُ بلا جَناحِ
وفي هذا حجة كافية وبرهان».
أقول: قَلَّدَ الطبريَّ في استدراكه،وجعَل أبو جعفر لِلَفظ «آية» وجهين في كلام العرب:العلامة ،والقصة بمعنى الرسالة والخَبَر،وجَوَّزَ الوجهين في الآية القرآنية، قائلاً في الثاني: «فيكون معنى الآيات:القِصَص؛قصة تتلو قصة، بفصول ووصول»(تفسير الطبري1/104، ط التركي). وهذا التفسير من الطبري أَخْذٌ بالظاهر، وهو من قَمْش اللغة مَحْطُوبةً حَرَجَةً كما يقول ابن جني، فتعلّق به المحقق لأنه يوافق ظاهريته،ويُشْبِع لديه هوى الاستدراك والإغراب. والحق أن لفظ «الآية» في بيت كعب وسواه من الشواهد لا يخرج عما ذكره اللغويون من معنى العلامة، وسر ذلك أشار إليه الراغب بقوله: «الآية هي العلامة الظاهرة، وحقيقته لكل شيء ظاهر، وهو ملازم لشيء لا يَظهرُ ظهورَه، فمتى أدْرَكَ مُدْرِكٌ الظاهرَ منهما عَلِمَ أنه أَدرَكَ الآخَرَ الذي لم يُدرِكْه بذاته، إذْ كان حكمهما سواء. وذلك ظاهر في المحسوسات والمعقولات؛ فمن عَلِمَ ملازمة العَلَمَ للطريق المنهج ثم وَجَدَ العَلَمَ عَلِمَ أنه وَجَدَ الطريق» (مفردات القرآن). وتفسيره أن علاقة التلازم في المعنى تعطي اللفظ حرية الحركة بين اللازم والملزوم، فيدل اللفظ على الملزوم أصالةً، مشيرًا إلى اللازم. وهذا شكل من الاتساع البلاغي يتناوله العقل الظاهري على أنه معنى مختلف، وليس الأمر كذلك.فالآية في بيت كعب والشواهد الثلاثة الأخرى بمعنى العلامة، ولكن اللفظ يشير إلى لازم العلامة وهو الرسالة؛ أي مضمون الرسالة.وسياق هذه الشواهد يدل على ذلك؛ فاقتران «الإبلاغ» بلفظ»آية» يدل على معنى إيصال شيء إلى شيء حتى يُدرِك منه دلالتَه على المقصود، والآية هنا هي القصيدة؛ أي أوصلوا لفلان هذه العلامة(القصيدة) حتى يستدل بها على مضمونها من إنكار ٍ(بيت كعب) أو تهديدٍ (بيت حَجْل) أو استنجادٍ(بيت الهذلي) أو وَجْدٍ (بيت الأشباه والنظائر).وسياقات لفظ «الآية»تقيِّد معناه - فيما أرى - بما كان له خَطَر،خصوصا إذا اقترن بالإبلاغ أو التبليغ.وحينئذ لابد أن يدل اللفظ على معنى «العلامة» وإلا بطلت بلاغته وانطفأ إشعاعه. ونجد مثل هذه المرونة الدلالية في ألفاظ أخرى كلفظ «الكأس» الدال على الزجاجة مشيرًا في الوقت نفسه إلى ما فيها من خمر،ولذا يُتَجَوَّز أحيانا بتغليب أحدهما على الآخر لكن مع ملاحظة مُلازِمِه. وكذلك لفظ «الظعينة» الدال على الناقة الحاملة للهودج وفيها المرأة،ثمّ يُتَجَوَّز في بعض السياقات بتغليب أحدهما علالآخر،وكذلك لفظ»القرية»الدال على مجموع البيوت مع ساكنيها، ثم يقع التجوّز بالتغليب في بعض السياقات. وهنا نجد مسلكين للغويين؛ فالظاهرية منهم يقولون: هنا معنيان للفظ، وفقهاؤهم يدركون هذه العلاقة التلازمية في الدلالة فيقولون بهما معًا، لكن مع ملاحظة التفاوت في إشارة اللفظ إليهما.وهذا موضع بحث ماتع لتجلية ميدان من ميادين اشتباك اللغة والبلاغة.
(9)
وروى ابن سلام (2 /502) قول جرير للراعي النميري:
وقَرْضُكَ في هوازنَ شَرُّ قَرْضٍ
تُهَجِّيها وتَمْتَدِحُ الوِطابا
علق محمود شاكر: «قوله: «تُهَجِّيها»مِن الهجاء، وهو الشتم بالشعر وغيره، هجَاه يَهْجُوه هَجْوًا. وأتى به جرير على التضعيف، وهو جيد في العربية، أي تبالغ في هجائها وتُكْثِر من لجاجة بذاءتك (وانظر النقائض:2 قوله: «فجَعَلَتْ بنو الخَطَفَى تهجيهم، أي تهجوهم». وفي البيان1/273، والعثمانية24، وصواب العبارة فيه: «هَجِّ (بتشديد الجيم أمْرًا) الغَطاريفَ من بني عبدمناف».
أقول: لم يَرِدْ «هَجَّى»على «فَعَّلَ» مشدَّدًا بمعنى «فَعَلَ» مخفَّفًا، أي شَتَمَ وسَبَّ. وفي الأغاني (ط إحسان24/117): «تُهَجِّنُهم»أي تُقَبِّحهم، وهو أولى مما في هذه المخطوطة كثيرة الخطأ والتصحيف، خصوصاً أنه لم يَرِد اللفظ في كتب اللغة، ولكنه الولوع بالإغراب الذي ينتج فنونا من المجازفة والتهور والعبث، كما في هذا التعليق وكما في المواضع السابقة. وفي النقائض لأبي عبيدة (ط بريل، 438): «تُهَيِّجُهم»، وقال في الشرح: «تُهيّجهم: تُعَرّضهم للهجاء. الرواية الصحيحة: تُهَجِّيهم، من الهجاء»، ولا أدري هل الضبط من المستشرق المعلق على طبعة بريل (1905م)أو هو هكذا في مخطوطة النقائض، فإن كان هكذا في المخطوطة فهو دعوى بلا دليل، وإن كان من المستشرق فلا قيمة له. وقد تكون الكلمة: «تُهاجِيهم»؛ حُذِفَتْ الألف من وسط الكلمة على العادة المعروفة في الخطوط القديمة. واعتمد ناشر ديوان جرير هذه العبارة الشارحة في النقائض، فأثبتها في البيت بدل: «تُهيِّجهم»، ضابطًا الكلمة بالتشديد: «تُهَجِّيهم»(ديوان جرير،ت نعمان طه، المعارف، 2/823)، وكان الأولى نقلُ ما في النقائض كما هو ثم التعليق عليه بما شاء، لا أن يُغَيِّر كما فعل! ولا دليل على أنَّ ضبْطَ الفعل بالتشديد «تُهَجِّيهم» في مقدمة النقائض(ص2) وفي التعليق على البيت (ص438) هو مِن عَمَل أبي عبيدة كتابةً أو إملاءً، ولو كان مِن فِعْله لاعْتنى اللغويون بنقله، لأنه استعمال نادر لو ثبت، فالظاهر إذن أنه من تصرُّف بعض النساخ، إن لم يكن من تصرُّف المستشرق! ظانًّا أنه مشدَّد. على أنّي أظنّ هنا ظنًّا أراه جديراً بالتأمل؛ وهو أن قول الشارح في مقدمة النقائض: «أي تَهْجوهم»يشير إلى أن الضبط الصحيح في الكلمة السابقة: «تَهْجِيهِم»، وهو نطقٌ عامّيٌ كان شائعاً قديماً، يجعلون الفعل يائيًا، والفصيح الواوي، وقد نبّه عليه اللغويون؛ ففي اللسان: «ولا تَقُلْ: هَجَيْتُه»، وذكروه في كتب اللحن كما في تصحيح التصحيف للصفدي نقلًا عن ابن الجوزي: «العامّة تقول: هَجَيْتُ الرجل، وصوابه هَجَوتُ»(529)، فالظاهر أن الحكاية في صَدْر النقائض قد وَرَدَ فيها اللفظ كما يجري على ألسنة العامة، خلافًا للمعروف في لغة الأدباء، فاحتاج الراوي أن يفسره، فقال: «أي تَهْجوهم»، فجاء مَن لم يفهم المراد وظنّ أن الحاكي يقصد: «يُهَجِّيهم»مضعّفًا، فاخترع ما لا وجودَ له في الاستعمال! وتَبِعَه محقق طبقات ابن سلامأنه يشبع نزعة الإغراب لديه! ثم مضى متوغِّلًا في خياله ومجازفته لِيُحَرِّفَ نصاً آخر في كتابَيْ البيان والعثمانية للجاحظ، مُخَطِّئًا مُحققَهما عبدَالسلام هارون، وهو ما حُكِيَ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لحسان: «اُهْجُ الغطارِيفَ من بني عبدمَناف»، وفي بعض النسخ: «هَيِّجْ»، فعل أمْرٍ مِن التهييج (انظر تعليق هارون على البيان1/273، والعثمانية24)، فقَطَع أن الصواب: «هَجِّ»بتشديد الجيم، أمْرًا، من الهجاء، ليجعله دليلاً على صواب ضبطه كلمة : «تُهَجِّيها»في بيت جرير! فعبث في نص آخر ليؤيّد به عبثه في النص الأول!
فرغتُ الآن من التعليق المفصّل على المواضع التي زعمها محمود شاكر استدراكاتٍ منه على اللغويين، مما علّقه على طبقات ابن سلام، ولم أورد استدراكاته المزعومة على النحاة مما سجّله على حواشي الطبقات (إلا قليلا منها)، وكذلك استدراكاته المزعومة على اللغويين والنحاة في حواشيه على جمهرة نسب قريش للزبير بن بكّار، واستدراكاته الأخرى التي سجلها في حواشي تفسير الطبري، وتلك المتفرّقة في مقالات نمط صعب ونمط مخيف، فلعلي أتناولها بَعْدُ مع ما نشرتُه هنا في كتاب مفرد.
ولا أجد هنا وفي كل ما مضى تفسيراً لكل هذا العبث أفضل مما سميته: «نرجسية الإغراب»؛ تلك التي تُوَلِّد كل أفانين العبث اللغوي كالتحريف والاختراع والتلحين والتصويب، وأفانين العبث المنهجي كالتخليط والمجازفة والفوضى، وأفانين العبث الفكري كإشاعة التذوّق الشخصي والمزاج الخيالي في التفكير العلمي لِتَحلّ الشاعريةُ والخطابيةُ محل العقل والبرهان. وكَلّما طُولِبَ صاحبُ هذا النهج العجيب بالدليل على دعوى غريبة يدّعيها طالَبَ هو خصومَه بحسن «التذوّق» ليُدرِكوا ما أَدرَكَه! وألقى عليهم دروساً في «تذوّق» النص والتاريخ والجرح والتعديل ليثير بها عَجاجًا حول نقطة الخلاف، في ثرثرة مملوءة بالتهويش والتهويل يحاول بها تشتيت الخصم وإملاله، سالكًا أسلوب السخرية مع الخصم الضعيف كلويس عوض في قضية المعري، وأسلوب الالتواء والمغالطة مع الخصم القوي كسعيد الأفغاني في قضية عَلَويّة المتنبي، وقد يُهدِّدْ خصمه إن لم تُفِدْ المغالطة،كما فعل مع الأفغاني أيضاً. وسأنصرف فيما تبقى من هذه المقالات إلى استخلاصٍ نَظَريٍّ مما سبق؛ فأذكر آليات نرجسية الإغراب من خلال ما عَرَضْتُه من نقد لهذه الاستدراكات المزعومة على اللغويين، كما سأذكر - إن أمْكَن - بعض مظاهر هذه النرجسية في مجالات أخرى طرَقها محمود شاكر سوى مجال النص اللغوي؛ وذلك حين تفيض النرجسية من النص اللغوي على نصوص أخرى؛ أدبية (كما في إغْراباته حول نصوص المتنبي)، أو تاريخية (كمواضع تتعلّق بالمعرّي في أباطيل وأسمار)، أو ثقافية عامة (كما في نقده للخطاب الثقافي العربي المعاصر في «رسالة في الطريق إلى ثقافتنا»)، والله الموفّق.
** **
د. خالد الغامدي - متخصص في اللسانيات الثقافية بجامعة الطائف