علي صالح علي الفهيد
للكلمة وقع كبير وتأثير عظيم على النفوس سلباً أو إيجاباً، وتنقسم إلى اسم وفعل وحرف، وبما أن الحياة تعني الحركة، فالفعل هو الأكثر استخداماً خاصةً فعل الأمر، وهو أسلوب لغوي يعني طلب حصول الفعل من الفاعل المخاطَب.
إن أكثر من يستخدم فعل الأمر الآباء والأمهات خاصةً تجاه فلذات أكبادهم بأوامر قد لا تنتهي مثل: «ذاكر دروسك»، و»أذَّن قم صل».
وهناك أوامر لها موسيقى جميلة على الأذن ووقع أجمل على النفس فتتقبلها بأريحية مثل: «بكرة تعشى معنا»، و»سافر معنا على حسابنا». وهناك أوامر تقصم الظهور، من أسوئها حين تقابلك حرمك المصون بعد استيقاظك من النوم، أو بعد وصولك من عملك مباشرةً بسيل جارف منها كان يمكن تأجيلها! ومنها أول ما يصبِّح عليك مديرك وقبل التحية والسلام يلقي عليك أوامر بحجة تسيير العمل قد ترفع ضغطك!
ينبغي التخفيف من الأوامر أو تلطيفها بأن تسبقها كلمات المدح والثناء على المخاطَب، فالكلمة الطيبة صدقة مثلما نصح النبي -صلى الله عليه وسلم- عبدَالله بن عمر حين قال له: «نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل». أو تحويلها إلى أسئلة، مثل: «هلَّا تفعل كذا»، و»هل تستطيع خدمتي»؟ أو استخدام أساليب أخرى بكلمات مبطنة تحمل الأمر مثل: «من الأحسن أن تفعل كذا وكذا»، أو «أتمنى أن تفعل كذا»، أو «ما رأيك لو تفعل كذا»؟
إن الكثيرين يتحسسون من فعل الأمر، وهو فن لا غنى عنه، ينبغي استخدامه بحذر وبقدر معلوم حتى تبقى المودة محفوظة في ظل زمن ضاقت فيه النفوس بفعل ضغوط الحياة وتعقيداتها، فنتمنى أوامر مثل الصيب النافع أينما وقع نفع، ونجمل الخطاب لنسمع جميل الجواب.