عثمان أبوبكر مالي
سباق كبير تشهده فترة تسجيل اللاعبين المحترفين الثانية في الأندية السعودية، والتي بدأت في مستهل شهر يناير الحالي، وعلى غير المعتاد في كل مكان في العالم حيث تأتي عادة (الفترة الشتوية) من اجل تصحيح بعض التعاقدات التي وقعت في الصيف، واستدراك الاحتياجات الفجائية التي حصلت، لتغطية نقص في مركز أو زيادة قوة في آخر او استبدال لاعب جديد وتغييره لفشله في التأقلم وتقديم المطلوب منه، او حتى تمديد عقود لاعبين انتهت او قاربت على الانتهاء، قبل دخول الفترة الحرة.
ما يحصل هذا العام في بعض انديتنا الكبيرة مختلف تماما، فالسباق محموم جدا والتعاقدات تتعدد وانباء ومعلومات تتناثر تشير الى مفاوضات من كل شق وطرف للعديد من اللاعبين المحليين، مما جعل الأمور تبدو وكأننا في بداية الموسم (الفترة الأولى) وقبل معسكرات الاعداد والتأهيل للموسم الجديد.
وفي حين كان نادي النصر تسيد الساحة في الموسم الماضي بتعاقداته العريضة، والتي (كوش) فيها على اغلب العقود وابرم أعلى وأغلى الصفقات (المحلية والأجنبية) فإن نادي الهلال خطف الأنظار في (الثلث الأول) من الفترة الحالية بالصفقات المحلية التي أبرمها وجميعها من (العيار الثقيل) وبعضها من أندية منافسة، مثل الاتحاد والأهلي وحتى النصر وأبرزها صفقة سعود عبد الحميد وعبد الإله المالكي ومحمد العويس وعبد الرحمن العبيد، وبطبيعة الحال لم يكن النصر متفرجا، لكنه كان يخطط على ثقيل، وكادت ان تكون صفقته ضربة زرقاء(!!).
سباق الهلال والنصر المحموم في استقطاب اللاعبين المحليين، هو فعل مشروع ولا شك، هدفه دعم صفوفهما بالحصول على توقيع أفضل اللاعبين والمواهب الشابة و(الناضجة) أيضا لتقوية خطوطهما، وخلق الاستمرارية والبناء (المستدام) لفريقيهما خلال السنوات القادمة من اجل المزيد من التفوق وحصد البطولات، ولتطلعات مسؤوليهما إلى السيطرة على البطولات خلال السنوات القادمة والى الإنجازات الخارجية، قاريا ودوليا، وينطلق الناديان في خطواتهما وسباقهما المحموم من دعم كبير واستثنائي من (رجالاتهما) أعضاء الشرف (سابقا) والذهبيين (حاليا) لدرجة أنك لا تستطيع ان تقرر أيهما أكثر حظوة بالاهتمام والدعم وأيهما أكثر شراء وصرفا، وايهما اكثر ثراء.
وعلى عكسهما قطبا الرياضة الكبيرين في جدة، الاتحاد والأهلي فقد تحولا الى ما يشبه (دكانة) لتبضع (كبيري الرياض) واخذ ما يحتاجانه من المواهب والنجوم وحتى أنصاف اللاعبين، بل انك تكاد تشعر ان بوصلة البحث عن النجوم والأسماء اول ما تتجه فيهما تبدأ من قطبي جدة، على اعتبار ان فيهما (مواهب) يتم إعدادها وتأهيلها جيدا، وبالتالي يكون احضارهما (تفصيل على الجاهز)، وقد تكون هناك نظرة أخرى بعيدة، وهي ان ذلك الاستقطاب سيضعف الفريقين حتماً ويقلل من فرص المنافسة والمشاركة في حصد البطولات على المدى القريب والبعيد، والسؤال الذي يطرح نفسه، هو اين رجالات القطبين الكبيرين في جدة، وأين وقوفهما ودعمهما وقد كانوا السباقين اليه من يوم ان كانت الكرة تلعب في الملاعب الترابية؟!
كلام مشفر
« استمرار الاستقطاب والتبضع من (دكانة) جدة لقطبي الرياضة السعودية سيكون له انعكاسات مستقبلية ضارة، بدأ الحديث عنها يظهر بشكل كبير وواضح، الخطورة ما سيفرزه هذا التوجه في المنافسة على البطولات، وتقليل فرص حصول اندية أخرى غير (الهلال والنصر) عليها.
« ذلك سيقود (المنافسة) لتكون ثنائية الجانب او القطبين، وذلك سيؤُثر سلبا على المستوى والمنافسة وانتشار اللعبة واهتمام الناس في المدن والمناطق بمباريات كرة القدم، وهي متنفسهم الوحيد، والأخطر من كل ذلك انه سيسفر حتما عن احتقان جماهيري أكبر على النحو الذي نشاهده في دول مجاورة مع عزوف جماهيري كبير يفقد اللعبة حلاوتها وأهم مميزاتها.
« ما يحصل من خروج بعض النجوم من قطبي جدة، حتما ليس سببه فقط المال، وانما بالتأكيد هناك أسباب أخرى لعل من أهمها سوء العمل الإداري وعدم احترافيته، والتساهل في ترك اللاعبين النجوم حتى اللحظات الأخيرة من عقودهم ودخولهم الفترة الحرة.
« والملاحظ رفض غالبية النجوم في الناديين التمديد، بل يرفضون حتى مناقشة عقودهم قبل الدخول في الفترة الحرة، ويخطئ من يقول او يعتقد ان السبب وراء ذلك عند كل اللاعبين، هو نظرة مادية، أكبر مثال فهد المولد الذي رفض (شيكا مفتوحا) من أجل الانتقال عام 2016م الى ناد منافس وناديه بلا إدارة، وهو اليوم يرفض مناقشة عقده قبل دخوله الفترة الحرة.. أثق في فهمكم.