الجزيرة - كتب:
أصدر مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية كتاب: (الحزام والطريق 2021، إحياء للماضي أم استشراف للمستقبل؟)، وذلك في ستين صفحة، وتضمن هذا الإصدار، الذي حررته: سوزان عابد، وكتب مقدمته: الاستاذ الدكتور: مصطفى الفقي، مجموعة من مقالات الرأي والدراسات التحليلية والاستشرافية حول: «مبادرة الحزام والطريق» الصينية التي تهدف إلى إعادة إحياء طريق الحرير القديم البري والبحري).
وهذه المقالات هي:
«الحزام والطريق»، وآليات تعزيز البناء المشترك بين مصر والصين، كتبها: الوزير المفوض: شياو جون جنع.
وفرص جديدة للتعاون بين مصر والصين، كتبتها: السفيرة جياو ليينغ.
واستراتيجية «الحزام والطريق» والدول العربية... الفرص والتحديات، كتبتها: الدكتورة: شيرين جابر.
والمد الصيني في القارة الإفريقية المحددات والرؤى الاستراتيجية، كتبها: الدكتور: محمود عزت عبد الحافظ.
والصين والشرق الأوسط ومصر.. جهود التعاون لبناء السلام وتعزيز الشراكة الاستراتيجية، كتبتها: سارة عبد العزيز الأشرفي.
ويبين الاستاذ الدكتور: مصطفى الفقي، أهمية هذا الموضوع، ووجاهة طرحه في هذا التوقيت، في المقدمة التي تسنّمت هذا الكتاب، بقوله: «الحزام والطريق»... إحياء للماضي أم استشراف للمستقبل؟ إصدار جديد من إصدارات مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية، يطرح رؤى مختلفة ووجهات نظر متعددة تحليلية ونقدية واستشرافية لمبادرة «الحزام والطريق» التي أطلقتها الصين في عام 2013؛ بهدف إحياء طريق الحرير القديم.
وتسعى من خلالها إلى الانتشار الممنهج في بلدان الشرق الأوسط، وضخ استثمارات هائلة لإقامة مشروعات متنوعة تدعم وتقنن الوجود الصيني على هذا الطريق؛ حيث تسعى الصين لكسب نفوذ إقليمي في الشرق الأوسط. ويأتي الاستثمار على قائمة الآليات التي تنتهجها حكومة بكين لتحقيق أهدافها. لكن هذا التوسع يقابله قلق وتوتر دولي على الجانب الآخر من القوى الدولية، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي ترى في ذلك تهديدًا مباشرًا لمصالحها ونفوذها في المنطقة وتأثيرها. الأمور التي زادت القضية تعقيدا وتشابكا التعاون الاقتصادي والاستثمار في دول ذات ثقل في العالم العربي، وعلى رأسها مصر والمنطقة الاقتصادية بقناة السويس، بالإضافة إلى التعاون القائم بين الصين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية وإيران، وكذلك العمق الإفريقي في جيبوتي على سبيل المثال. جميعها أمور أثارت القلق الدولي للجانب الأمريكي والأوروبي، إلى جانب بعض المخاوف العربية والشرق أوسطية تجاه هذا الطريق وهذه المبادرة، وهي مخاوف طبيعية ومشروعة يطرحها الآخرون. وعلى الجانب الصيني أن يأخذها بعين الاعتبار في تعامله في كل مرحلة من مراحل تنفيذ هذه المبادرة وتطبيقها على أرض الواقع.
ومن هذا المنطلق يطرح هذا الملف وجهات نظر متنوعة، ليست فقط في موضوعاتها وتحليلاتها، ولكن بشكل أكثر عمقا في فتح نافذة على الجانب الآخر - الصين. فهذه الدراسات لا تمثل أو تعكس صوتًا لوجهة النظر المحلية والعربية والإقليمية فقط، بل عرضت أيضاً لوجهة نظر الجانب الصيني بصفته الفاعل الرئيسي في هذه المبادرة وحجر الأساس في الدراسات المتنوعة للوصول لرؤى متعددة لمبادرة الحزام والطريق، ما لها وما عليها على مختلف الأصعدة وليس فقط على الصعيد الاقتصادي والسياسي، بل الثقافي والأكاديمي ومن هنا... تتمحور الدراسات حول طرح وجهات نظر مختلفة تبدأ من الجانب الصيني، ومن الداخل الصيني تُسلط الضوء على مبادرة الحزام والطريق بشكل منفرد، وكذلك مبادرة الحزام والطريق ومصر، بصفتها محطة مهمة ورئيسية في هذا الطريق، ولا سيما أن مصر تنتهج سياسات اقتصادية تُعزز من دورها وأهميتها على المستوى الدولي بشكل عام، وعلى مستوى تنفيذ المبادرة بشكل خاص. لذا فهي تبحث في آليات تعزيز هذا التعاون وسُبل إنجاحه وتحقيق المنفعة المتبادلة بين الطرفين، وكذلك طرح التحديات التي تواجه الجانب الصيني إثر انتشار جائحة كورونا على مستوى العالم وتأثيرها على النمو الاقتصادي الدولي بشكل عام ودول ومدن الطريق الجديد بشكل خاص.
ومن النطاق المحلي المتعلق بمصر ودورها المهم في هذه المبادرة، مرورًا بالنطاق الإقليمي الممثل في الدول العربية وموقفها من التوغل الصيني بشكل عام ومن مبادرة الحزام والطريق على وجه التحديد، مع طرح وتفنيد الفرص والمكتسبات المنتظرة والمرجوة، وكذلك التحديات والعثرات التي تواجه هذه المبادرة؛ وعلى رأسها الديون المالية التي قد تهدد نجاح المبادرة، في حالة تعسر الدول عن السداد، وكذلك التوتر الأمني الذي تشهده بعض الدول العربية؛ ومنها سوريا والعراق واليمن وليبيا، وكيفية تضمين هذه الدول، وتعزيز مشاركتها في المبادرة، وتحليل الموقف الصيني منها والموقف الأوروبي والأمريكي إزاء ذلك. ولم يكن الشأن العربي هو الشأن الإقليمي الوحيد الذي يطرحه هذا الملف، بل إن الشأن الإقليمي على نطاق قارة إفريقيا والتوغل الصيني والانتشار فيها، كان له نصيب كبير من الدراسة والتفنيد والتحليل، سواء فيما يخص انعكاس ذلك على الدول الإفريقية ذاتها أو على موقف القوى الدولية من هذا التوغل الصيني والانتشار في إفريقيا بشكل استثماري متنوع الأبعاد.
إلى جانب كل هذه الرؤى والدراسات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية المتنوعة، تأتي وجهات النظر المتعلقة بالشأن الثقافي والأكاديمي والفني والحضاري على المستوى الأهمية والتحليل. فهذا الجانب يمتد بجذوره على طول الطريق القديم وفي مدنه ودروبه المتفرعة منه، وكان له دور مهم في تعزيز التعاون بأشكاله المختلفة بين شعوب تلك الدول.
ومن هنا أُعيد طرح ما كان من قبل، والاستفادة منه في طرح نقاط جديدة جديرة بالدراسة والأخذ بعين الاعتبار؛ لتعزيز دور المبادرة في تدعيم أواصر الشعوب الواقعة على طول الطريق، ونقل الثقافات المتباينة فيما بينها، والوقوف على نقاط الضوء المشتركة وتعزيزها، والتعرف على ثقافات جديدة تضيف بعدا ونكهة مختلفة لشعوب الحرير.
الجدير ذكره أن مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية والذي أصدر هذا الكتاب، يهدف إلى إعادة توجيه اهتمام الدوائر السياسية والبحثية في مصر والعالم العربي نحو التحولات الجارية على الساحة العالمية، وبحث أثر هذه التحولات على المجتمعات العربية، وكمحاولة لفهم هذه التحولات وعلاقتها بالسياسات التـي تربط عالم الفكر والبحث بصانع القرار.