سلمان بن محمد العُمري
من المظاهرة المزعجة والحوادث المفجعة ما يحدث سنوياً في مثل هذه المواسم من حوادث "المطعسين" الذين يمارسون هواية "التطعيس" على الرمال في عدد من المناطق، وقد توقفت كثيراً عند مجموعة من الصور والمقاطع الحديثة المتعددة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمآسي وكوارث مزعجة يذهب ضحيتها الناشئة والشباب بل ودخل معهم الفتيات مما يستدعي العناية والالتفات لهذه الحوادث الخطيرة ليست بالتوعية فحسب بل وضع ضوابط وعقوبات على الممارسين أو تحديد ميادين مخصصة ووفق إجراءات سلامة منظمة، فقد ترتب على هذه الفوضى حصد أرواح وإهدار ممتلكات وإحداث إعاقات مستديمة، وهذه الأضرار والتلفيات في الأرواح والممتلكات تتجدد مع كل موسم بل وتزيد من موسم إلى آخر ومن منطقة إلى منطقة.
ومن أدلة الفوضى في القيادة والتنظيم أن الحوادث لا تشمل الركاب والسائقين فقط بل إنها تتعدى إلى المتفرجين من خلال اصطدام المركبات أو حوادث الدهس.
وما يقال عن هواة "التطعيس" وحوادثهم الكوارثية يماثله "مهلكة" أخرى وهي تأجير الدبابات وركوبها، وهذه هي الأخرى أشد كوارثيًا لأنه مع الأسف تؤجر على الأطفال وعلى الكبار على حد سواء، ومن يقوم بتأجيرها عمالة سائبة وربما متخفلة عن نظام الإقامة ويهمها الكسب دون اعتبار للسلامة.
من المؤسف أن قيادة الدراجات النارية في كل بلدان العالم لها سن محددة كركوب السيارات ولكن الحاصل لدينا أن العمالة تؤجر على الطفل ذي السبع السنوات كما تؤجر من هو في سن الأربعين دون اعتبار للسن والقدرة على القيادة والتحكم.
ليس هناك ما يمنع تنظيم هذه الميادين الخاصة بالشباب وتكون تحت إشراف هيئة الترفيه أو أي جهة حكومية أخرى أو مجموعات من الجهات أو حتى إسنادها للقطاع الخاص وتتولى ترتيب الميادين.
وتنظيمها وبدخل محدد، ويشترط لمن يشارك فيها رخصة القيادة والسلامة من تعاطي المخدرات والالتزام بقواعد السلامة وتحديد عدد السيارات التي تدخل الميدان ووضع خطوط للمتفرجين لا يمكن تجاوزها حتى لا يختلط الحابل بالنابل.
ما زلت أتذكر أن مستشفى تم إقامته في متنزه العاذرية قبل سنوات عدة كانت نسبته التشغيلية على هذه الحوادث، وأقل من 5 % من المتنزهين الذين يتعرضون لجرح أو لفحة برد أو غيرهما، فيما الحوادث الجسيمة تسجل أسبوعياً فيها وفي غيرها من الميادين الرملية التي يفد إليها الشباب وحتى الشابات اليوم.
الترفيه جميل والسلامة مطلب وأرواح الناس وأملاكهم وأموالهم غالية وليست رخيصة، وحين يتهاون شاب في هذا المضمار ومعه ما لا يقل عن خمسة أشخاص وتنقلب بهم السيارة لمرات عديدة أو تتصادم سيارة بأخرى وجهاً لوجه ماذا ينتظر بعدها سوى (انتقل إلى رحمة الله)، أو إصابة بعجز وإقعاد وأمراض مزمنة.
أجدد الدعوة لدراسة هذا الموضوع من جهات الاختصاص، وإيجاد علاج ليس بالمنع، ولكن بالتنظيم والترتيب بما يضمن نشر البهجة والسرور والقضاء ما أمكن على الحوادث وأضرارها.
حفظ الله البلاد والعباد من كل سوء ومكروه.