المدينة المنورة - خاص بـ«الجزيرة»:
دعا متخصص في العلوم الشرعية إلى أهمية نشر ثقافة الوقف الخيري أو الذري في أوساط المجتمع، لأنها أولى خطوات النجاح لترسيخ العمل الاجتماعي، وبالذات بين أفراد القبيلة وفخوذها وأسرها عبر عدة مناشط ووسائط وطرق منها المحاضرات والندوات وإقناع الآباء والأمهات على الوقف.
وقال الدكتور عبدالرحيم بن محمد المغذوي أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة إن القبيلة أحد مكونات المجتمع عموماً ويتوزع أبناؤها وأسرها في مناطق مختلفة ويعملون في مجالات متعددة، ويسعى الجميع إلى التكسّب وطلب الرزق الحلال وكفاية أسرهم، مشيراً إلى نقطة جديرة بالاهتمام إلا وهي ترسيخ العمل الاجتماعي لأبناء القبيلة وجعله مستمراً دون انقطاع لأبنائهم ومنسوبيهم بعد عمر طويل ويتمثَّل ذلك في الوقف بأنواعه المختلفة، لافتاً النظر إلى وجود الوقف مثلاً في المدينة المنورة عن طريق أناس قدموا إليها فأوقفوا الأوقاف البسيطة ثم تنامت حتى أصبحت ضخمة.
وأوضح الدكتور عبدالرحيم المغذوي أن للوقف أنواعاً كثيرة منها: الوقف الذري، أي الوقف على الذرية للواقف، والوقف الخيري، والوقف العلمي، والوقف الخاص بفئة معينة، وهكذا يتنوّع الوقف إلى أنواع كثيرة، وللوقف طرقه الخاصة السهلة في التوثيق الشرعي لدى المحكمة المختصة، مبيناً إلى أنه يمكن للقبيلة أن تسهم فى الوقف عبر عدة طرق منها: وقف القبيلة الخيري العام، ووقف فخذ من أفخاذ القبيلة، والوقف الأسري الذري، والوقف الأهلي بين عدة أسر، والوقف على صندوق القبيلة أو على صندوق الفخذ، والوقف على التعليم لأبناء القبيلة المحتاجين ... وهكذا.
وأكد د. المغذوي أن القبيلة يمكن أن تتقوَّى -بعد الله تعالى- بأبنائها وأسرها ورجالاتها وأصحاب الخير والمال والأعمال وأصحاب الرأي والمشورة لبث الخير وحث أبناء القبيلة وشيخ القبيلة وأمانة القبيلة واللزما ووجهاء القبيلة على تفعيل الوقف الخاص والعام في القبيلة وفي مجالات الحياة وفي أماكن متنوعة.