«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
أكد رئيس مجلس إدارة جمعية «كيان» للأيتام مجهولي الأبويين في مدينة الرياض بأن الأيتام في المملكة يحظون بالعناية والرعاية من قبل الدولة ومن قبل الجمعيات والمؤسسات الخيرية في هذه البلاد.
وقالت في حوار مع «الجزيرة» بأن هذه الجمعية استطاعت خلال فترة وجيزة أن ترعى وتدعم وتساند أعداداً كبيرة من الأيتام من البنين والبنات، موضحة بأن الجمعية تقبل جميع الأعمار وتقدم لهم كافة المساعدات وتعمل على جعلهم فئة تمارس حياتها الطبيعية، سواء في مراكز الإيواء أو لدى الأسر الحاضنة.. وإليكم نص الحوار:
• كيف تكونت هذه الجمعية؟
* الفكرة من أساسها أن يكون هناك عمل مساند ومكمل لما تقوم به وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، خاصة من خلال خبرتي في وزارة الشؤون الاجتماعية في مجال رعاية الأيتام.. وعرضت الفكرة على إحدى فاعلات الخير ورحبت بإقامة هذه الجمعية وهي لا ترغب في الظهور ودعمتنا حرم أمير منطقة الرياض سمو الأميرة نورة بنت محمد وكانت خير معين لنا في قيام هذه الجمعية.. وهذه أول جمعية نسائية في مدينة الرياض لتقديم خدمة شاملة للأيتام مجهولي الأبويين بجميع أعمارهم ولهذه الجمعية مجلس إدارة من الرجال والنساء ورجال الأعمال من أصحاب الشركات.
• ما الهدف من إنشاء جمعية «كيان» للأيتام؟
* تهدف لمساندة الأيتام ذوي الظروف الخاصة من النواحي الوقائية والتأهيلية وتمكينهم من المساهمة في بناء أنفسهم وشق طريقهم في هذه الحياة من خلال مواصلة تعليمهم وبناء القيم وتعزيز سلوكياتهم الإيجابية ورفع مستوى الوعي المجتمعي وحقوق الأيتام، فقد أطلقنا على هذه الجمعية «كيان» حتى تكون بيتاً يحتوي اليتيم.
• ماذا تقدم الجمعية لهم من برامج؟
* الجمعية تسعى جاهدة إلى وضع برامج شاملة تنموية تسهم في تمكينهم من الاعتماد على أنفسهم عندما يكبرون من خلال بناء شركات مجتمعية مع الجهات ذات العلاقة والقطاع الخاص.
• كيف تقيّمون دعم الدولة لكم ومساندتكم؟
* لا شك بأن هناك جهوداً للمملكة رائدة في رعاية الأيتام في جميع مناطق المملكة وسنت الأنظمة والقوانين التي تحمي هذه الفئة، كما تقوم وزارة الموارد البشرية بدعم ومساندة الجمعيات التي ترعى هذه الفئات من خلال أساليب حديثة ومتطورة حتى تكفل لهم حياة كريمة ومن خلال الدور والمؤسسات الإيوائية وكذلك ترعاهم داخل الأسر الكافلة لهم.
• كيف ترون برامج الأسر الكافلة للأيتام؟
* في الواقع ساعدتنا على احتضان هذا اليتيم وتحقق له الأمان من خلال قيام أسرة برعاية هذا الطفل اليتيم حتى تحقق له الأمان النفسي والإشباع العاطلي وتكسبه المهارات والقيم الاجتماعية المثلى بحيث يكون اليتيم فرداً من الأسرة وفق الضوابط الشرعية.
* كيف تراقبون الأسر التي تتبنى الأيتام؟
* لدينا قناعة بأن الأسرة هي المكان الطبيعي لرعاية هذا الطفل من النواحي النفسية والاجتماعية ولدينا باحثات لزيارة هذه الأسر ونحن ندرس جميع الطلبات دراسة وافية قبل تسليم أي طفل لأي أسرة ونتعرف على ظروفهم حتى يعيش هذا الطفل في بر الأمان ونحقق له مستقبلاً واعداً ولا شك بأن هناك أسراً نجحت في احتضان هؤلاء الأيتام.
• هل هناك أسر صديقة تسهم معكم في احتضان اليتيم؟
* نعم، هناك برنامج لدينا أسميناه «الأسر الصديقة» يهدف إلى رعاية الطفل رعاية جزئية وفق نظام تقوم بموجبه إحدى الأسر الطبيعية في مجتمعنا بأخذ واحد أو أكثر من الأطفال الأيتام المقيمين في إحدى الدور التابعة وفق النظام الذي أعدته الوزارة في فترات الإجازات والأعياد ونهاية الأسبوع أو الإجازات الصيفية ومن ثم عودة هؤلاء الأيتام إلى مقار الإيواء.
• هل لكم علاقة بالمؤسسات الخيرية؟
* نعم، هناك علاقة مع مؤسسة الملك خالد الخيرية، فقد وضعت لنا استراتيجية مدتها 3 سنوات نعمل عليها وقد ساعدتنا هذه الاستراتيجية في تبني كثير من البرامج والرعاية والتأهيل وفي البناء المؤسسي لهذه الجمعية التي نطمع أن تتوسع في خدماتنا، ونعرف أين نتجه في خططنا المقبلة خدمة لهؤلاء الأطفال والجمعية منذ انطلاقتنا ونحن نقدم خدماتنا المادية والعينية والمعنوية، ونحن نفخر خلال مسيرة الجمعية بما تم إنجازه.. كما أن تركيزنا المقبل هو مشروع «علم» لأن التعليم هو بوابة هذه الفئة للحياة ونقلهم إلى حياة مستقرة وآمنة والجمعية تساعد وتسهم فيمن يريد إكمال الدراسات العليا في جامعات المملكة.
• هل هناك جهات تدعم مشاريعكم؟
* نعم، هناك مدارس الرواد بيننا وبينهم تعاون، بحيث يأخذون المتميزين من الأيتام للدراسة في المدارس ولدينا ما يقارب من 100 مقعد في هذه المدارس والمشروع يدخل في برنامج «علم» ولدينا تحفيز للأيتام لإكمال دراساتهم.. أيضاً لدينا مشروع آخر لتهيئة هؤلاء لسوق العمل بحيث يكون لديهم عائد مادي ولدينا شراكات مع عدد من الجهات في القطاع الخاص من خلال وظائف مناسبة.
مديرة الجمعية
بعد ذلك تحدثت الأستاذة شيخة العتيبي مديرة عام جمعية «كيان» للأيتام، فقالت: نقدر لصحيفة الجزيرة هذه البادرة وأقول إن أبواب الجمعية مفتوحة لجميع الفئات العمرية وتقدم لهم ما يحتاجون إليه ولا يتوافر في الجمعيات المماثلة بحيث لا يكون هناك ازدواجية في الخدمات، نحن نستقبل جميع من يطلب خدماتنا وندرس الحالات وما تحتاج إليه من أصحاب الظروف الخاصة من مجهولي الأبوين.
وقالت العتيبي بأن النظرة إلى هذه الفئة قد تغيرت بسبب الوعي وبسبب ما تقوم به الجمعيات الخاصة برعاية الأيتام، موضحة بأن هذه الجمعيات وخصوصاً جمعية «كيان» تحتاج إلى أن يقف معنا أهل الخير ورجال الأعمال والبنوك لدعم مشاريعنا لكي نساند وندعم أصحاب الظروف الخاصة.
وأشارت شيخة العتيبي إلى أن حالات مجهولي الأبوين في معدلها الطبيعي ولم تتغير عن السابق وأن هناك إقبالاً على طلب رعاية الأيتام من قبل بعض الأسر.. كما أن الجمعية تتابع وتراقب أحوال من يتم احتضانهم عند الأسر.. مشيرة إلى أن التوسع في نشاطات الجمعية يعتمد على تفاعل أهل الخير.
واختتمت حديثها بأن أهل هذه البلاد عندهم حب للخير، فقد زاد الإقبال على العمل التطوعي لخدمة الأعمال الإنسانية والخيرية في بلدنا الغالي.