مسعدة اليامي - الجزيرة الثقافية:
هي ترى نفسها سنبلة تغني للمطر, أبحرت في قراءة الروايات العالمية كونها تخرج إنساناً فعلاً لا قولاً, والقصة بالنسبة لها مولود يحتاج إلى عناية، وقد قست عليها أثر التحاقها بالورش التدريبية, وان كانت تؤكد على أن الورشة الحقيقية هي (القراءة).. ضيفة اللقاء هي الساردة فاطمة الغامدي التي ترى أن التعامل مع المجلة الإلكترونية مخيف!.
* الشرفة الأولى / من هي الكاتبة فاطمة الغامدي؟
- سنبلة من أرض النماء، تغني للمطر، تحتسي الشمس عندما تسيل في الطرقات، تعشق الاخضرار وتبكي عندما تصفر الطبيعة.
* الشرفة الثانية / متى بدأت علاقتك بالقراءة والكتابة وكيف يمضي وقتك مع خير جليس وما أهم الكتب التي قرأت في مشوارك؟
- وأنا ابنة خمس أهداني أبي في إجازة الأسبوع الأول قرآناً ثم أصبح يحضر لي كل إجازة نهاية الأسبوع قصة أطفال. وهكذا ولد الشغف، صدقيني انني أشكر الله كثيرا على حب القراءة ماذا يمكنني أن أفعل في مواجهة الموت وفواجع الأيام ومرارة الخيبات لو لم أكن أقرأ.
* الشرفة الثالثة / ماذا تسمين رحلتك مع الكتاب العالمي ولماذا لم تعودي من ذلك البحر وبماذا خرجت من جواهر؟
- رحلة ممتعة بدأت أقرأ في وقت كانت بعض الزميلات المدعيات تلمنني على انشغالي بما لا فائدة منه وقراءة أدب الكفار، لقد قويت لغتي وازددت عمقا فكراً ودقة وربما شفافية وقرباً من الطبيعة الإنسانية كما خلقها الله دون تزييف أو ازدواجية ذلك ما وجدته في الأدب العالمي، وأضيف إلى ذلك خلو أدبهم من الإثارة في الجنس أو السياسة أو الدين فالهدف ليس قارئا شبقا، بقدر ما هو أن تخرج من هذه الروايات إنسانا فعلاً لا قولا فقط.
* الشرفة الرابعة / حدثينا عن بدايتك مع كتابة القصة ومن شجعك وما أهم الأدوات التي كنت تحتاجين إليها قبل الشروع في كتابة القصة, وهل تجدين صعوبة في انتقاء العناوين؟
- كان أبي حكاء ماهرًا يصنع شُخوص حكايتهِ بصوتهِ أو بيديهِ فيجذبنا نحو حكايات نعيش معها أياما وأياما.
القصة عندي إلهام، قد تمر بحالة مخاض قبل ولادتها وككل مولود تحتاج إلى عناية خاصة، وتشذيبا وبعد التحاقي ببعض ورش العمل أصبحت أكثر قسوة مع نصي وأكثر تشذيبا وتهذيبا لهُ ولكن لم يتغير كثيراً، فالورشة الحقيقة في رأيي هي القراءة الدقيقة، أستمتع كثيراً بانتقاء عناوين نصوصي وأعتبر العنوان نصف النص وقد امتدح ذلك كثير من الأدباء في عناوين نصوصي.
* الشرفة الخامسة / أثناء كتابة رواية، يجب على الكاتب أن يخلق أشخاصاً أحياء, أشخاصاً وليس شخصيات، فالشخصيات هي كاريكاتير إرنست هيمنغواى. ما رأيك في ذلك؟
- نعم، وقد نعيش أو نتعايش معهم، نحبهم أو نكرههم نشتاق إليهم وقد نعاتبهم تشعرين بهم في قلبك وكأنهم اقتطعوا منه، وقد تتحدثين عنهم كما لو كانوا هنا قبل قليل، كما لو كنت تلمسين أيديهم وملابسهم نحن مجانين بهم.
* النافذة السادسة / كيف كنت تستعدين أثناء كتابة روايتك الأولى وما أثر ذلك على حالتك النفسية والجسدية ومن حولك؟
- تعبت فيها كوني كنت أمر بظرف ما، كان مجموعة من الأصدقاء يدعمونني ويستحثوني على إتمام الكتابة، كنت في تلك الفترة أعتمد كثيرا على إحساسي وبداهتي وتلقائيتي والحمد لله نالت إعجاب شريحة كبيرة من القراء.
* النافذة السابعة / كيف تتخلصين من شخوص الرواية وأيها أسهل في الخلاص شخوص القصة أو الرواية؟
- ليس من السهل التخلص من شخوص نصك، (يتعلقون) بنا كأطفال عابثين، يسكوننا أياما، فلا نهنأ طعاما ولا نوما، ما أقسى ذلك.
* الشرفة الثامنة / سبب التحاقك بورش الرواية التاريخية وهل خرجت من ذلك بفوائد علمية؟
- دعيت إلى ذلك وطبعا أن نتعلم تقنيات الرواية التاريخية الحديثة ونكون مجموعات تستفيد من خبرات بعضها ولعل القادم يحمل أخبارا سارة.
* الشرفة التاسعة / ماذا قدمت لك فترة الحجر الطويلة مع الإبداع وكيف رأيت ما يقدم من برامج ثقافية افتراضية؟
- فترة الحجر عملنا كثيراً في مجالات عدة من خلال الفضاء الالكتروني. حصلت على دورات في مجال كتابة القصة والمسرح والرواية بعضها ممتاز - الحمد الله - كل تجربة لها فائدة.
* الشرفة العاشرة / نحن ما نقوله, ولكن أيضاً نحن ما لا نقولهُ, يون كالمانستيفنسن, ما رأيك بذلك؟
- ولذلك يختبئ المبدع في شخصيات عمله، تسعده عبارات مديح بطله وتستفزه عبارات الشتم والانتقاص منهُ، أعمالنا تحمل جزءاً كبيراً مما لا نستطيع قولهُ علنا.
* الشرفة الحادية عشرة / كيف كانت تجربة المجلة الالكترونية وكيف ترين الحركة الثقافية الرقمية اليوم بالسعودية؟
- المجلة الالكترونية مخيفة قد لا نراقب الأخطاء النحوية والإملائية باعتبارها لم تعد مسئولية الوسيلة الإعلامية بل مسئولية الكاتب أمام متابعيه ومسئولية القارئ المثقف كي يعتاد الكاتب الالتزام واحترام قارئه الواعي، ولكن المحتوى أجدر بالمراقبة والتدقيق خوفاً من الدس أو التجاوز، وتخطي السياسة الوطنية أو الأخلاقية وكذلك السرقة الأدبية. كما أن محتوى المجلات الالكترونية كبير مقارنة بالصحف أو المجلات الورقية، والحركة الثقافية اليوم متاحة للجميع على اختلاف قدراتهم.
* الشرفة الثانية عشرة / المبدعة كيف تخلق التوازن بين ما تبدع وبين مسؤولياتها الكثيرة في الحياة؟
- لاشك أن التفرغ فرصة كبير للمبدع كي يولي إبداعه اهتماماً كبيراً وهذا ما يجعلنا نرجئ بعض الأعمال لفترة نحظى فيه بوقت وافر.
* الشرفة الثالثة عشرة / هل عندك خطط مستقبلية عن مشوارك الإبداعي وبماذا تفكرين هذه الأيام؟
- مزيد من الإنتاج والإصدارات, وقبول الدعوات، والمشاركة.
* الشرفة الرابعة عشرة / الموهبة وحدها تكفي أم أنها تحتاج إلى ما هو أكثر من الموهبة؟
- طبعا تحتاج إلى صقل واهتمام وتبادل خبرات من خلال الملتقيات وورش العمل وغيرها, فالموهبة وحدها لا تكفي.