فجأة نجد أنفسنا في أماكن لم نكن نعهدها مسبقًا، لم نتعامل معها يوميًا بشكل مكثف، لكنها تغسلنا من كل الأوهام التي علقت بنا.
نقف خلف هذه الأحداث محصنين بسلسلة ساحرة من عذوبة المعاني و رأفة الانصات.
المواقف التي تستعمل قلوبنا مباشرة تخلق في جوانحنا مقاومة آمنة لكل ما يعتمل في صدورنا.
مثل هذه التجارب (عميقة الفهم ذات السبر الآمن المُحب والرائع) لابد أن تُربي في الروح مفردات غير عادية تمُنّ على الفرد بلحظات بهجة قد لا تتكرر.
الإنسان قد يتردد أحيانا، سلوكه مرتبط باختياراته المتنوعة التي تكون منوطة غالبا بالمكان والزمان ومتأثرة بالحالة النفسية، لكن حين يتصدر عنصر روحي المشهد العام في يوميات إنسان ما فستكون التفسيرات السطحية مستعصية على سفح القلب وأعماقه وذلك لأن شيئًا من الروح لون الحياة وأذكى بريقها ومنحها ما تحتاج إليه من النظر المتأمل وراء كل موقف ومعنى.
الحياة في أعطافها لديها ما يُكتشف، ويُقدم كخلاصة لتجربة أو خبرة ما، لكن هذا يبقى في أغلب الأحوال مغمورًا في الظل بسبب سرعة الحياة وقفزاتها التي تُنسي الإنسان روحه وما يتعلق بها.
ما أشد حاجتنا اليوم إلى الرجوع لبوابات الروح في ظل ما نعانيه من صعوبة اتخاذ وجهة أو درب، وما أعظم أن يكون لدينا أسس روحية تعيننا عن التعبير عن العواطف المشتعلة في مجاهل النفس.
وهذا مبدأ قرآني عظيم وهو الدعوة إلى التفكر المصحوب بالتأمل الذي يدعوننا إليه الله تعالى دائما في آيات قرآنية كثيرة حتى يحصل التوزان المعين على تذوق الحياة الحقيقية.
** **
- رباب محمد