على غير عادتي استيقظت باكرًا في يوم اجازة، ربما كثرة الرسائل بالعام الجديد في هاتفي أيقظتني. كي أحزم خيباتي في حقيبة بلا قفل في المحطة الآخيرة من جرد المشاعر والأفكار والبشر، وأغلق الأدراج الخالية إلا من الوفاء والأحلام الباقية في انتظار صبور وأمل يبتسم برضا.
أُلوح بالوداع لعام مضى برضانا أم دون حيلة منا ،
ولا أعلم ما الجديد أن ينتهي عام ويبدأ عام !
فالحياة هكذا وداع واستقبال
خسارة وربح
نصر وهزيمة
نجاح وعثرة
موت وحياة
حتى دون انتباه وتساؤل منا.
لكنها الحياة الجديدة
ومتغيرات الواقع
وارتداء الحال رداء ما زال جديدا
يضيء فتنة بأناقة ودهشة تسر الناظرين.
وقلب في صدر جمهور يقف في الصف الآخير ينظر بشرود، وهناك خلف شاشة الحياة الصاخبة من يفكر بصمت والاحتجاج على شفاه جامدة .
عام تنفس الخوف منه، وهدأ الانتباه والحذر في نبضه
وتوسدت الكمامات اسرتها الحانية
لتصحو من جديد مع عام جديد
تمارس رفقة الوجوه وملامسة الخدود ولثم الشفاه
تتألم صعود ونزولاً
ترافق صاحبها ليلا ونهارًا
ومن ثم تُنهى حياتها في قبر غريب بلا رحمة أو لطف، أو وتُرمى في سلة قذرة دون أدنى شعور بالألم أو العشرة .
عام جديد لم يكن معتادًا على الحفاوة والتكريم
ولا الرقص والتصفيق
ولا التلوين والتصريح
ولا السباق على تذاكر الترفيه ونفاذها في حينها
ومن ثم السباق مرة أخرى في طريق مجهول المصدر لشرائها من سوق سوداء مرة تصيب ومئة مرة يقع في شراك الخدعة والاحتيال .
عام مختلف قادر على منحك مختلف أنواع الشعور وردة الفعل في لحظة واحدة
اندهاش واعجاب وغرابة واستهجان ومتعة وفخامة وغضب وشتم وحمد وشكر وتخيل وتفكير وصمت يحمل الكثير لكنه اكتفى بالصمت وهو اضعف الايمان .
عام يسابق الحياة القادمة
عجول في ركضه
جاذب في ملامحه
ينادي أن هلم إلي
مشرع حضنه دوًما للعناق
يحاول التهام الحياة قبل أن تلتهمه بنظرة غانية رائعة الجمال شديدة الغواية ترديه قتيلا أو ربما شهيدًا .
عام نسأل الله أن يكون منتهى كل عسر وبداية كل يسر وسعادة وسلام ورخاء وأمجاد وأحلام ورفعة وشموخ وأصالة وهوية ثابتة بالقيم والأخلاق
الحسنة وما يميزنا كدولة فريدة أرضًا وشعبا وطموحا يعانق أكف السماء .
كل عام ونحن بخير.
** **
- نسيم منور