النورُ صادف نهرَ الطيب فاتّحدَا
ثم استحالا شراعًا أبيضًا ومدى
وطوّفا يسألان العشق عن كبدٍ
حرّى يصبان فيها الجمرَ والبرَدَا
حتى إذا تعِبا مِن طول ما سعَيَا
واليأس لزّهما مِن طول ما نـَشَدَا
هدَتهُما نجمةٌ كانت مسهدةً
شوقا إليك، وكم طارا بمن وجدا
قالت: فحُطا على أرض القطيف وفي
فؤاد هذا الفتى المسحور فاتـّسِدا
وأترِعاها نخيلا جامحًا قلِقـًا
وأطلقاهُ عليها بُلبلاً غردا
فأشعلاكَ على الشـّطين خارطةً
للوالهين وفيضاً طاهراً صَمَدَا
* * *
إيهٍ (أبا أحمدٍ) والشعرُ داليةٌ
أغريتَ سامرها بالليل فاحتشدَا
بأيّ خاطرةٍ أدنو إليك ولمْ
يستثنِ شوطُكَ مِن عشاقهِ أحدَا؟
نحن الطرائدُ يا (عدنان) أنهكها
مسراكَ تُقسِم مِن عينيك أنْ ترِدَا
منذ انهمرتَ شآبيبًا معتقةً
منذ انفتقتَ طيوبا وانبجستَ ندى
منذ اغتسلنا بألحانٍ شدوتَ بها
فضاع كلُّ غناءٍ قبلهن سُدى!
منذ اختصرتَ نزيف الوجد في نَفَسٍ
عذبٍ سيبقى بكل الخلد مُنفردا
ونحن خلفك إنْ أسريتَ حولك إنْ
وقفتَ تَقْسِمُ فينا الزهوَ والرّغَدَا
فافتح (أبا أحمدٍ) شبّاكَ نافذةٍ
مِن وشوشات الهوى المحموم ما بردا
(فسوف تُشرفُ منه حين تفتحهُ
على طرائد لا تحصي لها عددا
** **
شعر/ ناجي بن داود الحرز - الأحساء