سهوب بغدادي
أعقاب تفشي وباء فيروس كورونا المستجد ناضلت دول العالم لمكافحة الوباء وتداعياته التي تنبثق من المخاوف الصحية والمجتمعية وصولاً إلى الثبات الاقتصادي والسياسي تباعاً، وفي مطلع عام 2021 مع تزايد حملات اللقاح ضد الفيروس انتعشت بعض الدول وتعافت أخرى اقتصادياً خاصةً تلك الدول التي تعتمد بشكل جزئي أو شبه كلي على عنصر السياحة، فكان الإغلاق ومنع التجول بمنزلة هوة صعبة الردم آنذك. ومع مرور الوقت وحلول عامنا الجديد 2022 ظهرت متحورات من أبرزها أوميكرون، فمن المتوقع أن يؤثر على اقتصاد الدول غير المتجذرة اقتصادياً بأكثر من عنصر أو مصدر دخل ذاتي، فنجد الآن التضخم القياسي وغير المسبوق الذي حل بالاقتصاد التركي وتدني سعر الليرة التركية بشكل مدوي، مما نتج عنه ارتفاع أسعار المنتجات الاستهلاكية واليومية ومعاناة الشعب التركي، أيضاً تعاني دول آسيا من تداعيات الفيروس بشكل استثنائي باعتبار تأثر المنطقة بشكل غير منقطع بالنكبات والكوارث الطبيعية كالسيول والأعاصير والبراكين وغيرها، لذا نجد هذه الدول تقاتل حتى الرمق الأخير للتعايش مع الأزمة ذات الأضرار البعيدة والقريبة المدى، في هذا الخصوص، نجد أن المملكة -بحمد الله- تمشي بخطى سريعة واستشرافية لتحمي المجتمع من آثار محتملة الحدوث على الأصعدة الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وما إلى ذلك. علاوة على دورها الحيوي في دعم دول الجوار والإقليم في التعافي من نكباتها الطبيعية والكوارث أو الدعم الذي يشمل تداعيات فيروس كورونا من نقص في الأكسجين والمعدات الطبية والطواقم الطبية واللقاحات. كما تعمل للارتقاء بالاقتصاد بفتح باب النقاش مع الدول الأخرى في ناحية تعزز التعاون الاقتصادي والتجارة، وأقرب مثال على ذلك باستضافتها رجب طيب إردوغان هذا العام 2022 بعد اللغط الذي حدث عام 2018 وما بعده، وإن دل ذلك على أمر فيدل على مدى مرونة المملكة وتسامحها مع الغير ومبادرتها على الدوام نحو تعميم مبدأ الصفح والعفو عند المقدرة، بالرغم من أن المستفيد الأكبر منه هو الجانب التركي باعتبار الأزمات المدوية التي تعاني منها سواء اقتصادياً أو من العزلة الإقليمية التي نتجت عن السنوات الماضية.