عبدالعزيز بن سعود المتعب
الصبر على أصحاب المواهب الجديدة من الشعراء، وتشجيعهم كمشروع شعراء كبار في المستقبل -بإذن الله-، وتحفيزهم لمواصلة الاطلاع على تجارب من سبقوهم، وتنوع معارفهم، مما يفضي إلى تكوين مخزون لغوي يدعم تجاربهم في الصور والأخيلة والرموز في القصيدة، كل ذلك هو ما يجب أن يكون، فلم يولد شاعر كبير بين يوم وليلة، وكل الشعراء الكبار تمرحلت تجاربهم حتى نضجت، لذا فإن من بين المواهب -الأصيلة- الجديدة في المستقبل من سيكون في مستوى الشعراء الكبار الذين ارتقوا بذائقة الناس بالشعر الشعبي في كل أغراضه، شريطة عدم المجاملة، وإعطاء بعض التجارب التي ما زالت في طور التكوين، أكبر من حجمها، وفي المقابل عدم القسوة على أصحابها، فالتطلُّب والتشرّط شأن، ورعاية مواهب الشعراء شأن آخر، فقد يكون بين الأجيال الجديدة شعراء بمستوى الشاعر الكبير عبدالرحمن العطاوي «شاعر هَوازن»، والشاعر الكبير بدر الحويفي في وصف (الطير)، وفي مستوى الشاعر الكبير الأمير خالد الفيصل، والشاعر الكبير الأمير بدر بن عبدالمحسن في شعر الغزل، على سبيل المثال لا الحصر.
إذاً القضية قضية إبداع لا قضية أجيال، بدليل أن الشاعر المتنبي لم يكن من الشعراء المتقدمين في العصر الجاهلي، أو عصر صدر الإسلام، أو حتى العصر الأموي، وسبقته أسماء كبيرة في الشعر لا تُحصى، وجاء بعدهم وبقي المتنبي أسوة بالمبدعين في الشعر في كل العصور.
- وقفة للأمير الشاعر خالد الفيصل:
يا وصلها الغالي هلا حيّيت يا عز الطلب
لا خير في قلبٍ على مغليه بالدنيا قسا
وش خانة الحب البعيد إن كان عشاقه يموت
يخيل برّاقه وهو ما ذاق طعمه واحتسى
يا حلم الأيام الشداد يا حلم الأيام الليان
أبطيت أقول الله كريم أبطيت والكلمة عسى
من عقب وحشة ليلتي هلت تباشير الصباح
عادت وليفة هاجسي عادت مزعلة النسا