وحدة وغيض، وخاطرٍ شبه مخنوق
من سطوة الضيقة وحزن الليالي
كن المدينة مقبرة والدجى طوق
يلفَّها بذنوب أهلها التوالي
وأنا حليف الصبر لو صابني عوق
والحمد للمولى على كل حالي
لي ماقفٍ عنه أكوع الكف مفهوق
راسخ وتشهد به كرام الرجالي
واليا لحقني من عنا الوقت ملحوق
أثبت ولا آقف فوق جرفٍ هيالي
أصفق بجنحان الأمل عزم وآتوق
لمعانقة رجمٍ عن الناس عالي
ويلوح بأقصى الذاكرة طيف مخلوق
له ينشرح لا خيم الضيق بالي
باقي ومرباعه من الروح، للموق
من ومضة الفكرة، لمشرق خيالي
عذب اللمى، وهج البها، ترف، ممشوق
عَفَّةْ، وفي كل المعاني مثالي
رمز الوفا، فخر الملا، ساس وعروق
جده مقر الجود حامِ التوالي
هو مبتدا المنطق، وهو منتهى الذوق
نهر الحنان اللي من الكدر خالي
روضٍ من الفتنة، وَبَلْ وسم، وبروق
تروغ عنها، حالكات الليالي
قلته ولو ما كل مطرود ملحوق
وغنيت في مرقاب وجدي لحالي:
رَزْتْ الهواجسْ للسفرْ، وأَشْمَلْ الشوقْ
يتبع سنا برقٍ تكاشَفْ شمالي
غنَّى رفَيِفَهْ بين عاشق ومعشوقْ
يا غالي اللَّهفَةْ يناجيكْ غالي
** **
- عبدالله السميِّح