بعد أن سئم المشاهد التكرار النمطي الممل في أكثر البرامج المتخصصة بالأدب الشعبي وتحديداً «الشعر الشعبي» التي تشابهت حتى في بعض سلبياتها كان لبرنامج «همس القصيد» الذي يقدمه الإعلامي المتميز جازي العايد عبر التلفزيون السعودي قناة 24 حضوره المختلف من عدّة أوجه منها إلمامه ودقته في معرفة الشعر الشعبي ومقدرته الفائقة على إنصاف الشعراء احتكاماً إلى ما في جعبتهم من شعر كذلك ثقافته العالية وتمرسه في كل ما له صلة في تاريخ الساحة الشعبية ورقي تعاطيه مع الآخر في حواراته عبر برنامجه بمهنيته العالية مما أفضى لأن يكون لأصداء برنامجه المُشاَهد هذه المتابعة والأصداء الناجحة ومنها ما يصلنا هنا في صفحة الأدب الشعبي، كذلك إنصافه لشعراء متميزين لم يخدمهم الإعلام وهذا أمر يُحسب له في الإعداد والبحث عمّا يميز برنامجه وهو ما تم بالفعل في حين اكتفى غيره في بعض البرامج بتقديم أسماء لم يشفع لأصحابها تلميعهم في بعض وسائل الإعلام المختلفة، بل إن تكرار حضورهم دون جديد يذكر أضرّ بهم وبمستوى البرامج التي استضافتهم وهو أمر لم يغب عن فطنة جازي العايد الذي لم يغفل ببراعته المعهودة وحسه الصحفي العالي جانب الإثارة والجرأة الموضوعية المطلوبة مثل إثارته في أحد حواراته السابقة لإشكالية الانتشار على حساب التميز عند بعض الشعراء وهي معادلة صعبة لا يجيدها إلا قلة. يُشار لأن الأستاذ جازي العايد أنصف كل أجيال المتميزين وهو التنوّع الذي يبحث عنه المشاهد من ذلك لقائه مع الشاعر الخلوق صاحب الحضور التراكمي الجميل ضامن عبيد العنزي الذي جمع بين جزالة الشعر ومحبة الجميع المتبادلة في الساحة الشعبية بأخلاقه العالية، واحتوت ثنايا الحوار على أكثر من جانب مشرق في حياة الضيف» أبو جراح» بتجربته المتبلورة تماما وخبرته في رصد أصغر تفاصيل الحراك الثقافي والأدبي وتحديداً فيما يخص الشعر الشعبي، كما سلّط جازي العايد الضوء على جوانب مشرّفة في تجربة الضيف مثل القصائد الوطنية، والعصامية، والوفاء، والشفافية، ونبوغه المبكر في الشعر منذ بداياته وغيرها من المحاور المتميزة.