د. محمد عبدالله الخازم
أحياناً نحتاج إلى إعادة كتابة بعض الأفكار ومنها موضوع اليوم، حيث لا يزال يستوجب الكتابة وفق التحولات والمستجدات الحديثة التي تهتم كثيراً به. موضوعنا التطوّع، وتزداد أهميته حينما نرى أبناءنا وبناتنا ينقصهم مهارات وقيم لها علاقة به، ويعجزون عن ملء الفراغ لديهم. نرى تزايد أعداد المتقاعدين وما يملكونه من خبرات لا تستغل، كما نرى العاطلين عن العمل بحاجة إلى اكتساب خبرات مناسبة حتى حين حصولهم على أعمال رسمية … إلخ.
العمل التطوّعي محفز لتعزيز الانتماء الوطني وصقل الشخصية الوطنية المعطاء والباذلة للجهد لأجل الوطن والمجتمع، فهناك من يتطوَّع لأن لديه الوقت للقيام بذلك خارج عمله الرسمي أو تخصصه والبعض يتطوَّع ليشارك الغير بكنوزه العملية والعلمية والمهنية، والبعض يعطي من وقته إقراراً بالفضل لما حصل عليه سواء من المجتمع أو الوطن أو المؤسسة. المجتمع بحاجة إلى تفعيل العمل التطوّعي للارتقاء بنمو الإنسان ولمساعدة المؤسسات والجهات والهيئات على الاستفادة من خدمات المتطوّعين بشكل مجاني أو شبه مجاني في كافة المجالات الاجتماعية والصحية والإنسانية والتعليمية، لذلك وجب تربية الجيل الصاعد عليه، أي العمل التطوّعي.
من هنا، نكرِّر مقترح تضمينه مواد التعليم ليس كمادة دراسية نظرية أو قطعة تعبير إنشائية، ولكن كتطبيقات عملية يؤديها الطالب في مجتمعه، كساعات إضافية أو كجزء من اليوم الدراسي. ليصبح ضمن منهج الثانوية العامة للبنين والبنات متطلب العمل التطوعي أو خدمة المجتمع، ويكون من متطلبات الثانوية الوفاء بعدد 30-40 ساعة عمل تطوّعية أو خدمة مجتمع (كما تُسمى في مناهج بعض الدول) يقوم بها الطالب خارج قاعات الفصل الدراسي، حيث يكون لديه سجل يرصد ساعات العمل المجتمعية أو التطوّعية خلال مرحلة الثانوية وتساعده المدرسة في التعرّف على الفرص المتاحة، إن أحتاج. قد تكون عملاً بسيطاً، ساعة أو ساعتين في الأسبوع؛ في مركز الحي، في عمل بالمدرسة خارج الدوام، في جمعية مسنين، في تنظيم مباريات الحي، في العناية بالمرضى، في تنظيف مكان عام كالمسجد أو حديقة الحي ... إلخ. لتبقى الفكرة سهلة وغير معقدة، ولعل الجامعات تتبناها كذلك...
التطوّع ليس مجرد عمل، بل تكمن قيمته الإنسانية والوطنية في تعليم الطالب منذ وقت مبكر العطاء بدون مقابل، والتربوية في تعلّمه التعامل مع الآخرين وقبول تنوّعهم خارج مدرسته وأسرته ... إلخ. كما أنه يحفّز عليه باعتباره جزءاً من معايير القبول في الجامعة أو الوظيفة، أو لكونه مؤشراً على قدرات وقيم الشخص على العطاء والبذل والتضحية والتعامل مع الآخرين...
ختاماً نلخص بأن العمل التطوّعي يساعد على:
1- القيام بأمور جيدة وقت الفراغ.
2- التعرّف على أناس جدد.
3- صقل الشخصية ونموها.
4- اكتساب مهارات جديدة في التخصص أو الخبرات العامة.
5- القدرة على قبول تحديات جديدة.
6- التعرّف على طرق أخرى في رؤية المشاكل الشخصية أو الاجتماعية أو المهنية.
7- زيادة الثقة بالنفس والإحساس بالراحة.
9- البقاء في حالة ذهنية وجسدية وصحية نشطة.
10- الإحساس بالمتعة العامة.
11- تحسين السيرة الذاتية.
12- تنمية الروح الوطنية والانتماء.